13 آذار 2024 12:00ص شهر الطاعة والتوبة

حجم الخط
الشيخ د. مازن القوزي*

شهر رمضان المبارك هو شهر التوبة الى الله الرؤوف الرحيم التواب، فقد ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «للّه أشدّ فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة, فانفلتت منه, وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها - قد أيس من راحلته - فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدّة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك - أخطأ من شدّة الفرح».
على كل مسلم استشعار الفضل العظيم والأجر الكبير المترتب على الصيام لان تجديد النيّة أمر مهم، فبعض الناس تعوّد على الصيام ولم يستشعر الأجر والثواب المترتب على الصيام، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله  قال: من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه. والمراد بالإيمان: الاعتقاد بفرضية صومه. وبالاحتساب: طلب الثواب من الله تعالى. فعلى كل مسلم أن يصوم تصديقاً بثواب الله أو أنه حق، واحتساباً لأمر الله به، طالباً الأجر أو إرادة وجه الله، لا لنحو رياء، فقد يفعل المكلف الشيء معتقداً أنه صادق لكنه لا يفعله مخلصاً بل لنحو خوف أو رياء.
وأيضا علينا أن نعيش شهر رمضان باستشعار الفضل العظيم والأجر الكبير المترتب على القيام في هذا الشهر، وخاصة أن هذا العام أكرمنا المولى بفتح المساجد وأداء صلاة التراويح فيها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله  قال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه)، وهذه نصيحة بالمحافظة على القيام، كما علينا الابتعاد عن تضييع أيامه بالنوم ولياليه بالسهر، فمن كان هذا ديدنه فلم يستفد من شهره شيئا بل لربما كان وبالا عليه.
كما علينا أيضا حفظ اللسان وبقية الجوارح عن الحرام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : من لم يدع قول الزور والعمل به فليس للّه حاجة في أن يدع طعامه وشرابه. وان هذه الأشياء صيام الصائم في الصحيح من أقوال أهل العلم لكنها وبدون شك تنقص من أجر الصائم، فينبغي الابتعاد عنها وتوقّيها.
ولا ننسى كذلك حسن الخلق مع الناس كلهم، فعن أبي أمامة قال: قال رسول الله : «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه». وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله  قال (ان من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا)...

* رئيس دائرة المساجد في الأوقاف الإسلامية