تعالوا أيها اللبنانيون جميعا نعترف ولو لمرّة أننا للأسف... أسياد من أتقن «مفسدة نزع الأمن والسلام» عن النفس وعن المجتمع..
وتعالوا أيضا لنعترف أننا كلبنانيين هجرنا - عامدين متعمّدين - في كل أمور حياتنا آثار السلام الذي هو أصل من أصول ديننا وعملنا بعكسه، فصرنا أعداء أنفسنا ومجتمعنا..!!
وعلى الرغم من ادّعائنا الكاذب أننا بلد الحضارة والتقدّم والحرية، فنحن ما زلنا نثبت يوما بعد يوم بسلوكياتنا وعاداتنا أن هذا مجرّد إدّعاء لا ترجمة واقعية له...
فنحن نستقبل المولود الجديد بالرصاص...
ونحتفل بعيد ميلاده بالرصاص...
ينال الشهادة المتوسطة بالرصاص..
يتخرّج من مدرسته ثم من جامعته بالرصاص..
يخطب ويعقد قرانه ويتزوج... بالرصاص...
والأسوأ أننا نستقبل الحاج بالرصاص والمفرقعات...؟!
هل فكّر أحدنا في جمع ثمن كل رصاصة أطلقت أو مفرقعة أحرقت ودفعها للأيتام والفقراء...؟!
هل قام أحد بحساب تكلفة هذه المفسدة ثم قام بتقديمها لأحد المرضى الذين يهانون على أبواب المستشفيات..؟!
بل هل درسنا فعليا... كم عدد التلاميذ الذيم نؤمّن لهم التعيلم بأثمان هذا الرصاص..؟!
إنني أقرأ قول الله تعالى في القرآن الكريم فأجد الأمر بالإحسان إلى الوالدين والجيران والأهل {واعبُدُوا اللهَ ولاتُشرِكُوا بهِ شَيئاً وبِالوالدينِ إحساناً وبذي القُربى واليتَامى والمسَاكينِ والجارِ ذي القُربى والجارِ الجُنُبِ والصَّاحبِ بالجنبِ وابنِ السبيلِ وما مَلكَت أيمانُكُم}.. بل وأقرأ قول النبي صلى الله عليه وسلم (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس) فأجد دعوة صريحة وواضحة بأن نكون جميعا من أهل الخير والسلام في هذا المجتمع...؟!
ثم أنظر إلى الواقع المعيب فلا أجد إلا ثقافة «إبليسية» ترخي بـ «وساوسها» على نفوس أهل هذا البلد فتنعكس ظلما وفسادا وقتلا وإزعاجا وقلقا..؟!
لذلك أيها السادة..
ما دام في بلادنا القانون غائبا... وضمير الناس وأخلاقهم غائبة... وما دام الاستقرار على توريث الجهل مستمرا فنحن، لن أقول سنبقى في مكاننا المتراجع أساسا.. ولكن سنزدادا تراجعا وتخلّفا مئات السنين...؟!
أوقفوا هذه «الشيطنة» المتفشّية في أعماق سلوكياتنا «اللبنانية»..!!
وعاقبوا كل من يطلق الرصاص واجعلوه عبرة لمن يعتبر..!!
وتحرّكوا ولو مرة... في اتجاه تصحيح مسار الحياة «اللبنانية» التي باتت نقيضا لكل معاني الإنسانية..؟!
bahaasalam@yahoo.com