15 آذار 2024 12:00ص في حوار من القلب مع القنصل محمد الجوزو .. صندوق الزكاة نحو دور أوسع لتعزيز شبكة الأمان الاجتماعي

حجم الخط
مؤسسة ذات منفعة عامة، شرعية، إنسانية، خيرية، اجتماعية، إغاثية وإنمائية، احدى مؤسسات دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية وتتمتع بالاستقلال المالي والإداري والتنظيمي، وتحظى بثقة أهل الخير في لبنان والخارج.
تُعنى بجمع الزكوات والصدقات والتبرعات النقدية والعينية، وتوزيعها على المستحقين، ونشر الخير العام واطلاق المشاريع والبرامح التي تستهدف الشرائح الأشدّ فقراً في المجتمع اللبناني، بهدف تحقيق التكافل الاجتماعي والتراحم الإنساني، تنمية المجتمع، اطلاق البرامج الإنمائية والخيرية والإغاثية والاجتماعية والصحية والثقافية، لتحقيق وتعزيز شبكة الأمان الاجتماعي.
وقد أنشئ صندوق الزكاة في لبنان في العام 1984م، لكنه أضحى في طليعة مؤسسات العمل الأهلي في المجتمع اللبناني... لذلك كله كان لنا لقاء من القلب للقلب مع رئيس مجلس أمناء صندوق الزكاة في لبنان القنصل محمد إبراهيم الجوزو ليحدثنا عن واقع وتطلّعات الصندوق بعد أن استلم الأمانة حديثاً.
40 عاماً من العمل لخدمة الناس
الجوزو قال بداية: منذ العام 1984م ما زال صندوق الزكاة في لبنان - دار الفتوى، يقوم بواجبه الإنساني والاجتماعي، من خلال برامج متعددة منها: المساعدات الشهرية الدائمة، كفالة الأيتام، مساعدة المرضى والعجزة والأرامل وذوي الهمم العالية والأسر المتعففة، والحصص الغذائية والمساعدات العينية، وكفالة طالب جامعي ومهني، وإفطار صائم، ودعم الكتاب المدرسي، ولحوم الأضاحي، وكسوة الصيف والشتاء والعيد، وكفالة أسرة، وغيرها الكثير...
وفي ظل الواقع الاجتماعي والاقتصادي الصعب الذي تمرّ به البلاد، فإن الاحتياجات تفوق الإمكانيات المتاحة. وصلنا في عام ٢٠٢٣ إلى حدود ٢٠٠ ألف مستفيد استطعنا من خلال تقديماتنا وبرامجنا رسم بسمة على وجوههم، ونطمح في عام ٢٠٢٤ إلى الوصول إلى ٥٠٠ ألف ابتسامة، طبعا متمنين نسبة صفر فقر ان شاء الله.
وتابع: صندوق الزكاة يرتقي بخدمة الناس من خلال التركيز على التنمية البشرية، ويعطي الأولوية في الإنفاق على الأنشطة والمشاريع التي تحقق الأمن الاجتماعي والأمان النفسي للمحتاجين، مع الإشارة إلى انه يطبق مبدأ الرقابة المالية والإدارية بكل شفافية، والأموال التي لديه أمانة، لا تصرف إلّا لمستحقيها بكل نزاهة ومصداقية.
منذ أن تأسس صندوق الزكاة وهو يعمل على تعزيز شراكته مع المجتمع:
- شراكة مع الذين أكرمهم الله من واسع فضله من أهل الخير ليقوموا بواجبهم الشرعي تجاه المجتمع وأبنائه.
- شراكة مع الذين أكرمنا الله بخدمتهم من الأرامل والأيتام والعجزة والمرضى وأصحاب الهمم العالية وذوي الاحتياجات الخاصة والأسر المتعففة..
وقد أثمرت هذه الشراكة : مشاريع وبرامج وخدمات حاكت واقع الناس واحتياجاتهم.
واليوم نتوجه لتعزيز الشراكة مع عمقنا الاغترابي الذي له اليد الطولى في تعزيز الاقتصاد الوطني، لذا كان تعاوننا مع شركة omt التي ستستقبل عطاءات أهل الخير في لبنان وبلاد الاغتراب مؤازرة منها لمؤسسات العمل الإنساني ودعماً للاقتصاد اللبناني.
وتبقى الحاجة لدى الشرائح الاجتماعية المحتاجة في ظل الوضع المعيشي المأساوي أكبر من قدرة الصندوق على تلبيتها كلها، ولكنه يبذل كل ما بوسعه ليكون سنداً لمن يحتاج.
تخصيص نفقات استثمارية
وأضاف الجوزو: اليوم نسعى جاهدين مع الغيورين لتخصيص نفقات استثمارية تهدف إلى دعم الشباب وتعزيز المشاريع الصغيرة والحرفية، بهدف محاربة الفقر والبطالة وتعزيز التنمية الاجتماعية.
ولا بد من الإشارة الى أن الصندوق يرتقى بخدمة الناس، ويركز على التنمية كمبدأ لتنفيذ البرامج والمشاريع، ويعطي الأولوية في الإنفاق على الأنشطة والمشاريع الفاعلة، وتشمل نشاطاته ومشاريعه وتقديماته مختلف المناطق اللبنانية ولديه تسعة فروع عاملة في مختلف المحافظات اللبنانية.
وهو يلتزم المعايير الشرعية والإنسانية في توزيع المساعدات والهبات النقدية والعينية، مع الإشارة إلى انه يطبق مبدأ الرقابة الشرعية والمالية والإدارية بشفافية وعمله وفق المعايير الدولية اداريا ومحاسبيا.
وقال: إن من أهم برامج ومشاريع الخير في المجال الطبي: مستشفى خلف الحبتور في حرار - عكار، زكاة ميديكال سنتر ومركز صندوق الزكاة الطبي، كما يساهم صندوق الزكاة في تقديم المساعدات المرضية والاستشفائية للمرضى في المستشفيات الحكومية والخاصة.
واختتم بالقول: إن زكوات وصدقات وتبرعات أهل الخير في لبنان والخارج ترجمت على أرض الواقع تقديمات ساهمت مساهمة فاعلة في التخفيف من وطأة الأزمة المعيشية والاجتماعية والصحية وبلغ الإنفاق العام في العام 2023م، 42.025.000.000 ل.ل. (مئتان واثنان وأربعون ملياراً وخمسة وعشرون مليون ليرة لبنانية)، أي ما يعادل 2.704.000$ أي ما يعادل مليونا وسبعمائة وأربعة آلاف دولاراً أميركياً، وهنا أؤكد أننا نطمح في العام 2024م أن نرسم البسمة على وجه خمسمائة ألف مستفيد يدنا بيد شركائنا في الخير والإنسانية في لبنان والعالم العربي والإسلامي، كما أننا نعوّل خيراً على المغتربين الذين كانوا وما زالوا صمام أمان الاقتصاد الوطني.