14 آذار 2024 12:00ص مؤسسات د. محمد خالد في رحاب رمضان.. دعوة للإحسان ومساندة الأرواح النقيّة

حجم الخط
الشيخ أحمد يوسف دندن*

مع بزوغ فجر شهر رمضان المبارك، يُفتح لنا باب الأمل والعطاء، فهو شهر يتجلّى فيه أسمى معاني الرحمة والغفران والتكافل الاجتماعي. وفي هذه الأيام المباركة، تتضاعف الأجور وتتسع دائرة الخير، مما يجعلها فرصة ذهبية لنا جميعاً لتجديد النوايا وتعزيز الجهود لمساعدة الأقل حظاً في مجتمعنا.
الإسلام دين يحثُّ على العطاء والتكافل الاجتماعي، وقد جاء في القرآن الكريم والسنّة النبوية الكثير من النصوص التي تدعو إلى هذا السلوك النبيل. يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} [الإنسان: 8]. وهذا دليل على عظمة الإحسان إلى الآخرين، خاصة الأيتام والمحتاجين.
وعن النبي محمد ، قال: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس». هذا الحديث يحفّزنا على العمل الجاد من أجل مساعدة الآخرين ويؤكد على قيمة الإنفاق في سبيل الخير.
مؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية: نبراس الأمل والعطاء
تقف مؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية كنموذج يحتذى به في تجسيد هذه القِيَم السامية. من خلال رعايتنا لـ ٤٠٠ طفل يتيم ومعوز وحالات اجتماعية متنوعة وأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، نسعى جاهدين لتوفير كل سبل الدعم والرعاية، من التعليم المجاني في مدرستنا الخاصة إلى الخدمات الطبية وبرامج التأهيل في مستشفانا.
نقدّم هذه الخدمات بقلب ملؤه الحب والتفاني، آملين في تقديم مستقبل أفضل لهؤلاء الأطفال. ولكن، لا يسعنا القيام بهذا وحدنا؛ فالمجتمع بأكمله مدعو للمشاركة في هذه الرحلة النبيلة. العطاء لا يقتصر على المال فحسب، بل يشمل الوقت، المعرفة، والمهارات. كل جهد مبذول يسهم في تحقيق تأثير إيجابي عميق في حياة هؤلاء الأطفال.
دعوة للمشاركة والعطاء
في هذا الشهر الكريم، نتوجّه بالدعوة إلى أهل الخير والإحسان للمشاركة في هذه الرحلة النبيلة. ليس هناك وقت أفضل من شهر رمضان لزرع بذور الخير في مجتمعنا. التبرع لدعم جهود مؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية هو استثمار في مستقبل مجتمعنا، حيث كل مساهمة، مهما كانت صغيرة، تصنع فارقاً كبيراً.
فالمجتمع المحلي يمكن أن يشارك بفعالية أكبر في دعم المؤسسات الاجتماعية من خلال مبادرات متعددة. يبدأ ذلك بنشر الوعي حول أهمية وأثر هذه المؤسسات، وتنظيم حملات تبرع دورية تتزامن مع المناسبات والأعياد. كذلك، الشراكة بين القطاع الخاص والمؤسسات الاجتماعية يمكن أن تفتح آفاقاً جديدة للدعم المستدام، مثل برامج المسؤولية الاجتماعية للشركات. المشاركة في الأعمال التطوعية وتخصيص وقت لمساعدة هذه المؤسسات يعزّز روح التعاون ويقوّي النسيج الاجتماعي.
الآثار النفسية والاجتماعية للعطاء
العطاء يحمل فوائد جمّة للفرد المتبرع والمجتمع على حد سواء. نفسياً، يعزز العطاء شعور الفرد بالرضا والسعادة ويقلل من الشعور بالقلق والاكتئاب، كما يُعمّق الشعور بالانتماء والغرض من الحياة. اجتماعياً، يسهم العطاء في تقوية الروابط المجتمعية ويعزز من الإحساس بالتضامن والوحدة بين أفراد المجتمع، مما يخلق مجتمعاً أكثر تماسكاً ودعماً لأعضائه.
تعزيز ثقافة العطاء بين الشباب
لتعزيز ثقافة العطاء والتطوع بين الأجيال الشابة، يجب دمج برامج التوعية والتطوع في المناهج التعليمية وخارجها. تنظيم ورش عمل ومشاريع تطوعية تُظهر للشباب الأثر الإيجابي الذي يمكنهم تحقيقه يمكن أن يلهمهم للمشاركة بنشاط في مبادرات العطاء. كذلك، استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على قصص النجاح ونماذج الدور الإيجابي يمكن أن يحفّزهم ويشجّعهم على الإسهام في مجتمعاتهم.
ما يميّز العطاء هو أثره المتجدد الذي لا يقتصر على اللحظة الحالية بل يمتد ليشكّل مستقبلاً أفضل للجميع. بتقديم الدعم لهؤلاء الأطفال، نحن لا نساعد في تلبية احتياجاتهم الأساسية فحسب، بل نساهم أيضاً في بناء جيل قادر على المساهمة بفاعلية في مجتمعنا.
ختاماً في ظل هذه الأيام المباركة، دعونا نجعل من شهر رمضان منطلقاً لتجديد الالتزام بالعطاء والإحسان. فلنغتنم هذه الفرصة لنشر الخير والمحبة في قلوب من حولنا، مؤكدين على روح التعاون والتكافل التي يحثّ عليها ديننا الحنيف. ليكن شهر رمضان هذا بداية لمرحلة جديدة من العطاء والأمل لكل من هم بحاجة إلى دعمنا.

* مدير عام مؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية