4 نيسان 2024 12:00ص مركزان لضيافة الأطفال داخل المسجد الحرام

حجم الخط
قامت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وبالشراكة مع العديد من الجهات الحكومية ذات العلاقة بإنشاء وتشغيل مركزين لاستضافة الأطفال داخل المسجد الحرام، في التوسعة السعودية الثالثة بجوار مستشفى الحرم للطوارئ، تستوعب قرابة (1500) طفل في اليوم؛ تسهيلاً لقاصدي المسجد الحرام، وتحقيقا لتوفير أفضل برامج الرعاية لفئة الأطفال من القاصدين.
وتعمل المراكز طيلة شهر رمضان المبارك على مدار الساعة، وتستقبل الفتيات من عمر سنة إلى 10 سنوات، والأولاد من سنة إلى 8 سنوات، داخل عدة مناطق يتم فيها فصل الأطفال حسب نوع الجنس، والفئات العمرية، بما يراعي الخصائص النمائية، وقد استوحت هويتها من بيت الله الحرام ومكة المكرمة ليعيش بها الطفل تجربة متكاملة، ويقدّم داخلها ألعاب وقصص تربوية وتعليمية مرتبطة بهما، وشرح للسيرة النبوية.
يتكوّن المركز من ثلاث مناطق حسب الفئات العمرية، الأولى من سنة إلى ثلاث سنوات، والثانية من أربع إلى ست سنوات، والثالثة من سبع إلى عشر سنوات، كما تم توفير فريق عمل نسائي داخل المراكز تم تدريبه على الأدلة والأنظمة التشغيلية والتقنية، تحت إشراف فريق متخصص من المستشارين في تصميم البرامج والأنشطة وتشغيل مراكز الطفولة.
وتوفر المراكز وجبات للأطفال وصالة طعام، ومنطقة لمشاهدة العروض المرئية، وغرف خاصة للنوم، ولتحقيق بيئة آمنة يشترط لدخول الطفل أو خروجه من المركز تقديم الهوية أو الإقامة أو الجواز، كما تتواجد كاميرات لمراقبة الأطفال، وأبواب ذكية لضمان سلامتهم.
وتفصيلاً: لا تهدف المراكز لتقديم خدمات الرعاية للأطفال فقط، بل لتوفير تجربة تربوية تساهم في غرس القيم الثقافية والتربوية للعائلة والطفل المرتبطة ببلاد الحرمين، حيث تم تصميم نموذج المراكز بمفهوم مبتكر يقدّم للطفل تجربة تربوية تمزج بين المعالم المكانية لمكة المكرمة والقصص المرتبطة قديما وحديثا وتحويلها إلى ألعاب مبتكرة تراعي طبيعة الأطفال النمائية والمنطلقات التربوية الملائمة، وقد انعكس ذلك على التصميم التنفيذي للألعاب بالإضافة إلى ربطه بالأنشطة والبرامج.
ويحتوي كلا المركزين على عدة مساحات لكل مساحة مفهوم خاص مرتبط به، فبينما يقضي الطفل وقته في قاعة الحج فهو يمارس أنشطة حركية ممتعة مرتبطة بمناسك الحج مثل الصعود على جبل الرحمة، وعندما يتعرّف على قصة الجمرات توجد مجسّمات طفولية تحاكي الجمرات يقوم بالتفاعل معها، وفي مساحة أخرى يتفاعل الطفل مع بئر زمزم وقصته بشكل مترابط بين المجسّم والمحتوى ويتنقل بين جبلي الصفا والمروة وغيرهما من المعالم.
كما توجد بعض المساحات الأخرى الهادئة مثل فصل التفكر الذي يحتوي على غار حراء وغار ثور، في هذه المساحات تختلف طبيعة الأنشطة حيث أنها أكثر هدوءاً من غيرها، وتروى في هذه القاعات قصص الوحي والهجرة، ويستنبط فيها الأطفال القِيَم والعِبَر، ويقوم الأطفال أيضا بتصميم مجسّماتهم الخاصة بهم للمعالم والأماكن المكية باستخدام القوالب والأدوات المصممة خصيصا لهذه المراكز.
وجاءت إقامة المركزين ضمن حزمة من المشاريع المتعددة التي تسعى الهيئة لتوفيرها لقاصدي بيت الله الحرام الصغار الذين يشكّلون أكثر من ١١٪ من إجمالي الحجاج والمعتمرين سنويا.