بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 كانون الثاني 2023 12:00ص وسط توقّعات بتزايد الاعتداء على الأقصى في العام الحالي: صبري يؤكّد أن القدس كاملة إسلامية.. وتبجّح الاحتلال سيقودهم إلى الهاوية

المسجد الأقصى المسجد الأقصى
حجم الخط
أكد مدير مركز القدس للحقوق القانونية والاجتماعية، زياد الحموري، أن المخاطر التي تهدّد المسجد الأقصى موجودة على مدار العام، مشيرا في تصريحات إعلامية إلى أن ما يحصل هذه الأيام هو تركيز بشكل كبير، ومحاولة لفرض السيادة الكاملة على المسجد الأقصى، لافتاً إلى أنهم يعدّون أن الاعتداء الأخير على السفير الأردني بمنزلة رسالة قوية بأن الاحتلال هو صاحب المكان، وأن لهم حق التصرف فيه ولا سيادة لأحد عليه غيره.
وقال أن اليوم من الواضح أن الاحتلال بات يستعمل القوانين الإسرائيلية لفرض وقائع جديدة، حيث فرض إدخال القربان للأقصى من خلال المحكمة، وأيضاً أخذ قرارا من المحكمة بأن ساحات الحرم كلها هي ساحات عامة وليست ساحات مقدسة، كما أنهم يريدون من خلال المحكمة إدخال الشمعدان، وفي الوقت نفسه هناك زيادة واضحة لعدد المستوطنين الذين يدخلون الأقصى يوميًّا.
كما توقع أن تزداد أعداد المستوطنين المقتحمين للأقصى عن العام الماضي الذي بلغ حوالي 50 ألف مقتحم خلال العام وهو رقم غير قليل، موضحاً أنهم يحاولون الدخول من كل الأبواب وعدّ الاقتحام عاديا، مطالبين بقضايا كثيرة منها عمل كنيس داخلي للصلاة فيه، مردفا بالقول أن كل هذه الممارسات هي خطوات لإنشاء المشروع الكبير المتمثل في إقامة الهيكل وهدم الأقصى وقبة الصخرة، لافتاً إلى أن كل السيناريوهات متوقعة هذا العام، ويتجه الوضع إلى حال أكثر خطراً عما هو عليه في الوقت الراهن على الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء.
صبري
من جهته، أكد الشيخ عكرمة صبري، خطيب وإمام المسجد الأقصى المبارك: إن موضوع المسجد الأقصى لا يخفى على وسائل الإعلام التي تنقل الأحداث أولًا بأول وهو جهد نشكرهم عليه، داعيا العلماء إلى القيام بدورهم في توعية الناس بمنزلة الأقصى في الإسلام وعند الله.
وفي لقاء علمائي نظمته هيئة علماء فلسطين في إسطنبول، قال صبري أن اليهود كانوا يقومون بجرائمهم دون أن يشعر بهم أحد، وما حصل في جنين لا يدل إلّا على حقدهم وأنهم مصرّون على محاربة المقاومة، وهدموا منزل البطل عدي التميمي، مشيرا إلى أن هذه جرائم مكشوفة تعكس بطش الاحتلال، وما يعدّونه للأقصى يحفّزنا للنظر للخطورة التي تحدّق بالأقصى.
وقال: نحن مرابطون؛ لأن الله كتبه لنا، وكلمة رباط تعبير شرعي إسلامي لا يوجد في الديانات كلمة رباط إلّا في الشريعة الإسلامية، وكذلك كلمة جهاد وخصّ لها الإسلام، وكلمة شهيد ومع ذلك فالعرب في الجاهلية لا يستخدمون الكلمة بالمدلول الذي يريده الإسلام، وهذه ألفاظ دينية لا يجوز لأحد أن يستخدمها غير المسلمين، داعيا العلماء لحشد الأمة لنصرة الأقصى، وأول حشد هو توعية الناس بمنزلة الأقصى عند الله تعالى.
وقال: الأقصى ليس كأي مسجد آخر، باركه الله، والمباركة حوله كما أشار العلماء هي فلسطين من النهر للبحر، وعلماء آخرون عدّوها بلاد الشام. المباركة كل بلد يؤمن أهله، القرآن الكريم لم يشر إلى الجغرافيا والحدود، وكل مسلم في العالم يحب فلسطين وما دفعه ليحب فلسطين فالمباركة تصل له.
وأكد أننا -المسلمين- نصِف أي إنسان يحب الأقصى ويدافع عن الأقصى أنه أقصاوي حتى لو كان خارج فلسطين، وأن ارتباطه ارتباط عقيدة وإيمان بهذا المسجد المبارك.
وقال: قد يغيب عن المسلمين والناس عامةً منزلة الأقصى؛ بأنه بوابة الأرض للسماء، ولا بد من الإشارة إلى أنه عند ذكر القدس نعني الأقصى، وعند ذكر الأقصى نعني القدس؛ لأن الآيات لم تفصل بينهما، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم أمّ بكل الأنبياء في الأقصى، وهذه منزلة للأقصى.
لا تراجع عن حقنا الشرعي
وأضاف الشيخ صبري: لا يمكن أن نتراجع عن حقنا الشرعي في نشر هذه الدين، وهو دين للبشرية وجاء لإسعادها، ورسولنا محمد سيرفع اللواء يوم القيامة، والأنبياء ورائه في بلد الإسراء والمعراج، وإن لم يدرك المسلمون فاليهود يدركون ذلك، ويستهدفونه ويعدّون حسب مخططاتهم أن فرض السيادة على الأقصى تقطع علاقة المسلمين بفلسطين.
وأشار إلى أن العالم الإسلامي مرتبط بفلسطين بوجود الأقصى، ولهذا يحاول اليهود نزع الأقصى لقطع هذا الارتباط، فما حصل عام 2017 في حينها أعلن وزراء الاحتلال فرض السيادة على الأقصى إلّا أن أهل القدس ثاروا ثورتهم، وعرفت بهبّة البوابات الإلكترونية فتراجع الاحتلال، وفشل في فرض السيادة، ومنذ ذلك التاريخ تغيّر التكتيك، وذهبوا لفرض السيادة تدريجيًّا كل مرحلة يحققون جزئية من شعائرهم الدينية ومن طقوسهم خصوصا الأعياد.
وقال: الخطورة تحالف الأحزاب العلمانية مع الدينية لأن الأحزاب العلمانية غير قادرة على تشكيل حكومة، فهم مضطرون للتحالف مع المتطرفين، هذا التحالف تحالف شيطاني، يُقصد منه الهيمنة على الأقصى وتهويد القدس.
وأكد أن هناك مخططا لجعل القدس عاصمة لليهود ولجلب يهود العالم إلى المدينة المحتلة، وقال: لم نجد رد فعل عند العرب والمسلمين عندما قالوا القدس يهودية، ونحن نصرّ أن القدس إسلامية بجزئيْها الشرقي والغربي، وهذا التبجح يقودهم إلى الهاوية والنهاية، وأحب أن أؤكد لكم أن الاحتلال ودولته بدأت في العد التنازلي، وأصبح هناك تفسخ داخلي ومعارضة حقيقية ضد بعضهم بعضا.
وأضاف: هذا التطرف الشديد الذي يمثله بن غفير نستفيد منه 3 أمور؛ أولها: هو يقوم بتصرفات فردية استفزازية تحرج الحكومة التي ينتمي لها وتشجع المعارضة على معارضته، أما الثاني هو أن العالم لم يعد يؤيد السياسة المطلقة لـ«إسرائيل»، أما الثالث هو أن هذا التحدي يحفز أهل فلسطين للدفاع عن الأقصى أكثر وأكثر.
وختم: «يهمّنا من العلماء بالخارج التوعية وبيان أهمية القدس والأقصى في العقيدة الإسلامية، ومتابعة الأحداث التي تحصل أولا بأول ونشرها على نطاق واسع كل في موقعه».