29 آذار 2024 12:31ص المجازر الإسرائيلية تتوسع في الجنوب: قواعد الحرب واضحة ويجب حماية المدنيين والمقاومة تردّ وتستهدف حيفا بالمسيَّرات والصواريخ تهزّ المراكز والمستوطنات

من تشييع شهداء الناقورة من تشييع شهداء الناقورة
حجم الخط
ارتكب العدو الاسرائيلي مساء يوم الاربعاء مجزرتين جديدتين  بحق مسعفين في كلّ من الناقورة وطيرحرفا واستمر امس باستهداف القرى والمناطق اللبنانية، وردّت المقاومة بالصواريخ والمسيرات مستهدفة العمق الاسرائيلي في حيفا. 
واستهدف جيش العدو الاسرائيلي قبل ظهر أمس اطراف بلدات الظهيرة، زبقين، علما الشعب، الناقورة، مجدل زون ،طير حرفا ووادي حامول بعدد من القـذائف المدفـعية. وسجل انفجار صاروخ اعتراضي فوق بلدة الخيام.
في المقابل، أشارت المقاومة الاسلامية في بيان الى انه «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‌‌‏والشريفة، ‏وفي إطار الرد على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية والمنازل المدنية خصوصا مجزرة الناقورة والاعتداء على بلدة طير حرفا والطواقم الطبية فيها، قصفت ‏المقاومة الإسلامية صباح يوم الخميس 28-03-2024 مستعمرتي «غورن» و«شلومي» بالأسلحة الصاروخية والمدفعية».
وجاء في بيان آخر «‏استهدف ‏مجاهدو ‏المقاومة الإسلامية صباح يوم الخميس 28-03-2024 مقر قيادة كتيبة ليمان المستحدث ‏بالقذائف المدفعية».
واعلن جيش العدو الإسرائيلي «اننا قضينا على خليتين تابعتين لحزب الله في جنوب لبنان».
من جهتها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية المعادية نقلا عن مسؤول قوله إن «الجيش الإسرائيلي سيدخل لبنان بعد الانتهاء من عملية رفح».
وكان قائد المنطقة الشمالية في جيش العدو الإسرائيلي أوري غوردين أعلن يوم أمس أن «القوات الإسرائيلية جاهزة لـ «التصرّف» على الحدود اللبنانية».
وعاشت قرى القطاعين الغربي والاوسط ليلا ساخنا حيث أدّت الغارات الإسرائيلية التي استهدفت بلدتي الناقورة وطيرحرفا مساء أمس إلى مقتل تسعة أشخاص نعاهم حركة «أمل» و«حزب الله» في بيان وهم: علي عباس يزبك، علي  محسن عقيل،  كامل فيصل شحادة، ‏حسن حسين حسن، حسين أحمد جهير،‏ علي أحمد مهدي، ‏حسين علي زهور،‏ إسماعيل علي مطلق وعصام هاشم جهير.
وصباح امس، نعت «المقاومة الإسلامية» اثنين من عناصرها، وقالت في بيان «بمزيد من الفخر والإعتزاز، تزف المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد إسماعيل علي مطلق «رسول» مواليد عام 1989 من بلدة يارين في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس».
كما نعت الشهيد المجاهد حسين علي زهور «حبيب» مواليد عام 1989 من بلدة يحمر الشقيف في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس».
كما أدت الغارة على بلدة الناقورة الى تدمير استراحة واضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية وبخاصة في شبكتي الكهرباء والمياه، كما ان الغارة على طيرحرفا أدت الى تدمير عدد من المنازل المحيطة وإحراق عدد من السيارات.
وتم نقل عدد من الجرحى بينهم امرأة الى مستشفيات مدينة صور للمعالجة. 
وألقت هذه الاعتداءات بثقلها على منطقة صور حيث تجمع الناس طوال الليل وحتى الفجر امام المستشفيات فيما بدأت الفرق المختصة بتجهيز جثامين الشهداء المقاومين والمسعفين للتشييع الى مثواهم الاخير كُلٌّ في بلدته حسب دعوات حركة «امل» و«حزب الله».
واستمر تحليق الطيران المعادي الاسرائيلي فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط وصولا حتى مشارف مدينة صور، واطلق الجيش الاسرائيلي طيلة الليل الفائت القنابل الضوئية فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل، واطلق عددا من قذائف المدفعية الثقيلة على اطراف بلدات مروحين والضهيرة وعيتا الشعب.
غوردين
واكد قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين، «أننا جاهزون من الليلة لـ«التصرّف» على الحدود اللبنانية»، مشيرا إلى «أننا نشهد حربا منذ 6 أشهر على حدود لبنان».
وقال في تصريح: «ننفذ هجمات نوعية ضد حزب الله لتكبيده خسائر فادحة»، مشددا على «أننا عازمون على تغيير الوضع الأمني في المنطقة الشمالية مع لبنان».
وكان متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد اكد ان  «لحظة الهزيمة (بالنسبة إلى «حزب الله) تقترب، والتحرك في لبنان قد يكون محدوداً ويتطوّر إلى حرب، ليس لدينا اتفاق بعد، واتفاق الرهائن في غزة يمكن أن يؤدي إلى اتفاق في لبنان أيضاً».
ولفت المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي إلى أن «عمق لبنان يتحوّل إلى منطقة حرب، و«حزب الله» يخاطر»، مؤكداً عدم وجود «تهديد على الحدود (الشمالية) لأنه تم دفع «حزب الله» إلى الداخل، وفقد العديد من عناصره.
كما قال متحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي إن «حزب الله» يحاول الدخول إلى إسرائيل من خلال الفرع اللبناني لمنظمة «الجماعة الإسلامية»، حسب ما نقلت صحيفة «هآرتس» العبرية.
وأعلن جيش العدو الإسرائيلي، أنه «تم إجراء تعديلات على الخطط القتالية لتتلاءم مع الجبهة الشمالية على حدود لبنان»، في حين ذكرت وسائل إعلام عبرية عن الجيش أن «العمق اللبناني أصبح ساحة قتال، وأن رئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي الجنرال هيرتسي هاليفي أمر بتوسيع دائرة الأهداف إلى نحو 200 كيلومتر من الحدود».
وأشار الجيش في بيان إلى أنه أنهى هذا الأسبوع دورة تدريبية في مقر القيادة الشمالية لقادة المنطقة الشمالية حول الاستعدادات في الجبهة الشمالية بقيادة قائد المنطقة أوري غوردين، وبمشاركة قادة الفرق والألوية والكتائب في القوات النظامية وقوات الاحتياط، الذين يشاركون في المعارك الدفاعية على الحدود الشمالية.
ردود فعل على الهجمات
{ واستمرت ردود الفعل على استهداف مراكز صحية، فطالبت «الهيئة الصحية الاسلامية»، المجتمع الدولي والهيئات الإنسانية والطبية، بضرورة «الضغط على العدو الصهيوني لتحييد فرق الإنقاذ الطبية التي تقوم بواجباتها الانسانية على كل بقاع الأراضي اللبنانية».
وكانت الهيئة نعت شهيدين من عناصرها سقطا بعدوانٍ صهيونيٍ مباشر هما: الشهيد المسعف كامل فيصل شحادة، والشهيد المسعف حسن حسين حسن، بعد «اعتداءٍ همجي على سيارة إسعاف وصلت الى أحد المنازل في بلدة طير حرفا لاخلاء الجرحى».
{ واستنكر المفتي الشيخ خالد الصلح، في بيان «العدوان الآثم المتواصل والجريمة الجماعية التي ارتكبها جيش ‏الاحتلال الصهيوني في مركز الجمعية الطبية ‏‏الإسلامية في بلدة الهبارية في الجنوب ما أدى إلى استشهاد وجرح الطاقم الطبي في المركز».
واعتبر أن «هذه الجريمة التي ارتكبها العدو بحق هؤلاء الشبان المتطوعين للعمل الانساني إن كانت تدل على شيء، فهي تدل على الطبيعة الإجرامية لهذا العدو والتي تتماثل بما يقوم به في غزة وفلسطين من قتل وتجويع وسفك لدماء الأبرياء». 
وختم الصلح: «إننا نتقدّم من عوائل الشهداء بأسمى آيات العزاء والمواساة، ونسأل ‏الله سبحانه وتعالى أن يلهمهم الصبر والسلوان ويَمُنَّ ‏على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل».
{ وجدّدت «الجماعة الإسلامية» في حاصبيا ومرجعيون في بيان، «استنكارها وإدانتها لاستهداف العدو الإسرائيلي مركزاً لجهاز الطوارىء والإغاثة في جمعية الإسعاف اللبنانية واستشهاد سبعة مسعفين، ورأت في «مشهد تشييعهم في بلدتهم الهبّارية بحضور مرجعيات وفاعليات وأبناء قضاءي حاصبيا ومرجعيون من مختلف المكوّنات الاجتماعية والسياسية والدينية، مظهراً تجلّت فيه وحدة أبناء هذه المنطقة وتضامنهم ووقوفهم إلى جانب بعضهم البعض كتعبير عن العلاقات والتقاليد التاريخية التي تجمعهم».
 وأكّدت «حرصها على الحفاظ على هذه العلاقات والتقاليد والتاريخ، والعمل مع الجميع من أجل تعزيزها وتعزيز صمود الناس في هذه المنطقة».
ونددت «هيئة الإسعاف الشعبي» بـ«تصاعد العدوان الصهيوني على عناصر الدفاع المدني وسيارات الإسعاف والمراكز الانسانية في جنوب لبنان كما في غزة»، ووصفت في بيان:«الاستهداف الوحشي لعناصر الدفاع المدني في الجمعية الطبية الإسلامية في الهبارية، وكشافة الرسالة الإسلامية والهيئة الصحية الإسلامية في طير حرفا والناقورة وعدد من مناطق الجنوب، بجرائم حرب ضد الانسانية، والاحتقار الاسرائيلي المتواصل للمجتمع الدولي وقوانينه ومؤسساته».
وطالبت «الأجهزة المعنية في مؤسسات الدولة اللبنانية بتكوين ملفات عن هذه الجرائم الصهيونية لتقديم دعاوى ضد الكيان الصهيوني أمام المحكمة الجنائية الدولية والمحاكم والمؤسسات الدولية المختصة ».
ريزا
تعقيباً على الأحداث الأخيرة التي وقعت في جنوب لبنان، حيث أودت الغارات الجوية بحياة العديد من المدنيين، صرح منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، عمران ريزا، قائلاً: لقد أدت الأحداث المروعة التي وقعت خلال الـ 36 ساعة الماضية إلى خسائر كبيرة في الأرواح والإصابات في جنوب لبنان.وقُتل ما لا يقل عن  11 مدنياً في يوم واحد، من بينهم 10 مسعفين.أشعر بقلق بالغ بشأن الهجمات المتكررة على المرافق الصحية والعاملين الصحيين الذين يخاطرون بحياتهم لتقديم المساعدة الطارئة لمجتمعاتهم المحلية. إن الهجمات على مرافق الرعاية الصحية تنتهك القانون الإنساني الدولي وهي غير مقبولة.قواعد الحرب واضحة: يجب حماية المدنيين، بما في ذلك العاملين في مجال الرعاية الصحية.ويجب حماية البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المرافق الصحية.الرعاية الصحية ليست هدفاً. المدنيون ليسوا هدفاً.
اليونيفيل 
صدر عن اليونيفيل البيان التالي:
إن اليونيفيل تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد أعمال العنف التي تحدث عبر الخط الأزرق في الوقت الحالي، حيث تسبب هذا التصعيد في مقتل عدد كبير من المدنيين وتدمير المنازل وسبل العيش.
من الضروري أن يتوقف هذا التصعيد فوراً، ونحن نحثّ كافة الأطراف على إلقاء أسلحتهم وبدء العمل نحو حل سياسي ودبلوماسي مستدام.
وتظل اليونيفيل على استعداد لدعم هذه العملية بأي طريقة ممكنة، بما في ذلك من خلال عقد اجتماع ثلاثي بناءً على طلب الأطراف.
تشييع
وشيع «حزب الله» وجماهير المقاومة الإسلامية في مدينة الهرمل الشهيد على طريق القدس علي رتيب الجوهري والشهيدة القائدة الكشفية هداية محمد مرضه بمراسم خاصة أقيمت في ملعب نادي التضامن الرياضي في الهرمل.
حضر المراسم عضوا كتلة «الوفاء للمقاومة» النائبان إيهاب حمادة وملحم الحجيري، مسؤول منطقة البقاع في «حزب الله| حسين النمر وأعضاء القيادة ، علماء دين ، عوائل الشهداء ، وحشد من الفاعليات والأهالي.
وألقى النائب إيهاب حمادة كلمة قال فيها: «إن رفح لن تكون موسم قطاف العدو الصهيوني، بل سيدفع فيها أثمانا لا تقل عن الأثمان التي دفعها على جغرافيا غزة».
أضاف: «إذا كان الإسرائيلي يظن أن الثمرة في رؤوس قادة المقاومة وفي تحرير اسراه وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وأن رفح ستؤمن له فرصة تحقيق الأهداف فإنه واهم».
وتابع: «إن أيدي المقاومين في لبنان تصل إلى المواقع التي يفترض أنها حامية للمستوطنين، فإذ بها تتدكدك تحت قبضات مجاهدينا، ونحن ثابتون في الساحات، نلقم عدونا دروسا في الثبات والمواجهة».
بعدها، أم الشيخ رامي بلبل الصلاة على الجثمانين الطاهرين وسار موكب التشييع في شوارع الهرمل، تقدمته الفرق الكشفية وحملة الصور والاعلام ورايات المقاومة وسط هتافات التكبير والتهليل والتنديد باميركا وإسرائيل.
ووصل الموكب إلى روضة الهرمل، حيث ووري الشهيد الجوهري في الثرى إلى جانب رفاقه الشهداء، فيما أكمل موكب الشهيدة مرضه مسيره إلى روضة بلدتها الشواغير، حيث ووريت في الثرى إلى جانب من سبقها من الشهداء.
وشيَّع حزب الله وأهالي بلدة يحمر الشقيف الجنوبية الشهيد المجاهد على طريق القدس حسين علي زهور بموكبٍ حاشدٍ ومهيب .. 
بعد المراسم التكريمية  للشهيد الذي سجي جثمانه على منصة خاصة، وعزفت الفرقة الموسيقية في كشافة الإمام المهدي لحن الشهادة ثم قدمت ثلة من المجاهدين قسم العهد والوفاء بالمضيّ على خطى المقاومة والشهداء وبعدما ام  امام بلدة يحمر الشقيف الشيخ نزار سعيد الصلاة على الجثمان الطاهر، حمل النعش على اكف المشيعين الذين جابوا شوارع البلدة على وقع الهتافات الحسينية والمؤيدة للمقاومة بمشاركة قياديين في المقاومة ، علماء دين، عوائل الشهداء والأهالي ، وصولا الى روضة البلدة حيث ووري الشهيد الثرى .
بمأتم شعبي حاشد، شيّعت بلدة الناقورة وحـركة أمل وحـزب الله الشهـداء  علي أحمد مهدي، علي عباس يزبك، حسين أحمد جهير وعصام هاشم جهير.
سار موكب التشييع باتجاه ساحة البلدة تقدّمه سيارات الإسعاف وحملة الأعلام والرايات على وقع لحن الوداع، حيث أقيمت مراسم التكريم للشهـداء، ثم ألقى المفتي حسن عبدالله كلمة أكّد فيها أن هذا الوطن يتعرض لهجوم مستمر من عدو غاشم يقتل ويدمّر ونحن في هذه البقعة حيث سقط الشهـداء لنؤكد أننا لا نبالي إن وقعنا على الموت أو وقع الموت علينا.
وأكّد أن هذا الوطن سيبقى ذا سيادة ندافع عنه ونستشهد لأجله وسترخص الأنفس لأجله، وكلما اعتدى العدو على الوطن سيرى أن هناك رجالا يدافعون عن الأرض ويستشهـدون على ترابها.
وتابع: «من الناقورة نؤكد أن لبنان يقوم على العيش الواحد المشترك وثروته الحقيقية بالتعايش الإسلامي المسيحي كما قال الإمام الصدر، وهؤلاء الشهـداء هم شهـداء لكل الوطن وليسوا شهـداء الجنوب فقط، وعلى كل أفراد الوطن أن يتعاملوا على هذا الأساس».
وختم بالتأكيد على التمسك بالثلاثي الماسي الشعب والجيش والمقـاومة في الدفاع عن وطننا الغالي لبنان، وإن أرضنا كلما اعتدى عليها عدو ستجد رجالاً يدافعون عنها.
بعد ذلك، أمّ المفتي عبد الله الصلاة على جثامين الشهـداء، ثم انطلق موكب التشييع باتجاه جبانة البلدة، على وقع الأناشيد والمرثيات، حيث ووريت الجثامين في الثرى.