بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أقلام عربية

4 أيلول 2023 08:34ص “المتاريس” السياسية ترتفع و”الحوارات” تتهاوى

حجم الخط
كتب وسام أبو حرفوش وليندا عازار في "الراي” الكويتية: ترتفع «المتاريس» السياسية أكثر في الواقع اللبناني على ضفتيْ فريق «الممانعة» بقيادة «حزب الله»، ومُعارضيه، بما يجعل من الصعب تَوَقُّع إمكانٍ اجتراح «مَخرج طوارئ» في أمدٍ قريبٍ يتيح إنهاءَ الأزمة الرئاسية بما لا يجعل هذا الاستحقاق في مآلاته تمديداً لـ«قواعد الاشتباك» الداخلي بامتداداته الإقليمية، وبما يعيد «ربْط» لبنان بـ «حزام الأمان» العربي – الدولي الذي غاب منذ أن «زحلت» البلادُ نحو «المحور الإيراني» في إطار الصراع على النفوذ وترسيمه في المنطقة.

ومع انقضاء عشرة أشهر على الشغور الرئاسي الذي بدأ في 1 نوفمبر الماضي، انطلق أسبوعٌ لبناني ينطبع بتطوريْن بارزيْن:

– الأول الـ لا الكبيرة التي عاجلتْ بها قوى وازنة في المعارضة مبادرة رئيس البرلمان نبيه بري الذي أَخْرَجَ «أرنباً» عنوانه «حوار الأيام السبعة» حول الملف الرئاسي ونقاطه الخلافية وبعده جلسات انتخابٍ متتالية، بحيث ردّت عليها بأنها «من خارج النص والدستور» الذي لا يجيز «الرشى السياسية» بمقايضةٍ مرفوضة بين الحوار (تصرّ عليه الممانعة) والدورات المفتوحة (تطالب بها المعارضة)، وهو الموقف نفسه الذي قابلت به هذه القوى طرْح الموفد الفرنسي جان – إيف لودريان ورسالته التي طلب فيها الإجابة عن سؤاليْن (حول مواصفات الرئيس وأولوياته) توطئة للقاء موسع يسبق فتْح «جلساتٍ تسلّم جلسات»، فأعيدت له ممهورةً بـ «مرتجع مع الشكر».

ومع إحباط غالبية المعارضة مقترح لودريان، قبل أن يسدّد له طرْح بري «الالتفافي» ما بدا ضربةً عشية عودته المنتظرة إلى بيروت، بالتوازي مع سحْب إيران «البساط من تحت أقدام فرنسا» ودورها في لبنان الذي تم «رخي الحبل» له عندما كان متماهياً مع «الممانعة» في مَسارِها لإيصال مرشحها سليمان فرنجية قبل أن تنضوي باريس تحت سقف «مجموعة الخمس حول لبنان» ويوجّه الرئيس ايمانويل ماكرون إشارة بالغة السلبية حيال دور إيران غير الإيجابي في الشأن اللبناني، جاء «اندثار» مبادرة بري التي اعتُبرت بمثابة «بالون اختبار» – لم يكن ممكناً الإحاطة بكل خفايا إطلاقه – ليضع الواقع اللبناني أمام انسدادٍ أكبر في الملف الرئاسي ما لم تحصل اختراقات مفاجئة لا يبدو أن ظروفها توافرتْ بعد داخلياً ولا خارجياً.

واستحضرت أوساط سياسية في هذا الإطار ما رافق جلسة التمديد لقوة «اليونيفيل» يوم الخميس الماضي من تَشدُّد دولي – عربي حيال «حزب الله» خصوصاً وهو ما لا يمكن نفي إسقاطاته على أي جنوحٍ في الملف الرئاسي نحو مرشح «من جناح الممانعة»، وسط توقُّفٍ بإمعان عند عبارةٍ وردت في كلمة السفيرة لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة للبعثة الدائمة للإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن إذ أكدت أن «ما من تسوية قادرة على تغيير حقيقة أن الشراكة مع حزب الله بغية إحراز تقدمٍ في لبنان لم ينجم عنها سوى خيبة الأمل والأسى، لا سيما للشعب اللبناني».

وكانت نسيبة نوّهت إلى «مسؤولية حزب الله في إثارة التوترات على طول الخط الأزرق، والتي بلغت مستويات لم تشهدها منذ حرب عام 2006، بما يشمل استمرارهم في انتهاك قراري مجلس الأمن (1559) و(1701)»، متطرقة إلى دور الحزب «في إطالة أزمات لبنان وعرقلة التحقيقات في شأن انفجار مرفأ بيروت في عام 2020».

– والتطور الثاني كلمة السقف الأعلى لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع (من أركان المعارضة) في ذكرى «شهداء المقاومة اللبنانية» مساء أمس، إذ أجرى تشخيصاً دقيقاً لمكمن الأزمة في «بلاد الأرز» ولمسار «المواجهة المفتوحة بالسياسة والصمود والصلابة» مع «الممانعة» ومشروعها بما هو «اغتيالات وفساد وكوارث وتدمير لبنان»، في مقابل «مشروعنا السيادي ولبنان سويسرا الشرق والثقافة والحياة»، وصولاً لاعتبار الانتخابات الرئاسية مفصلاً «ولن نتركهم يضعون يدهم على الدولة بدءاً من الرئاسة لنكون أمام 6 سنوات إضافية من الانهيار… و عَا بعبدا ما بيفوتوا».