أولت المملكة العربية السعودية أهميةً كبرى لتعزيز قيم النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد واجتثاث جذوره كمهمة وطنية للحفاظ على المال العام وحماية المكتسبات الوطنية لتكون المملكة في مقدمة دول العالم في العمل على القضاء على الفساد وأقل نسبة فساد في العالم .
شهد جانب مكافحة الفساد في المملكة العربية السعودية تطوراً ملموساً انطلاقاً من إدراكها لتأثيره وخطره اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً وثقافياً على أي مجتمع، متخذةً ما يلزم لمكافحته، وتقديم الدعم اللازم للجهات واللجان المختصة ،وتظل هذه الجهود المبذولة في مكافحة الفساد منجزات هامة، إسهامًا في تحقيق رؤية المملكة 2030 للوصول إلى مجتمع طموح وحيوي ينعم بالنزاهة وفق مبادئ القانون الدولي والمواثيق، وذلك من خلال تنظيم المؤتمرات المحلية والمشاركة في المؤتمرات والفعليات الإقليمية والدولية لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجال مكافحة الفساد .
السعودية لا تقبل فسادًا
جاءت النظرة الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز و جعلته حريصا على مكافحة الفساد بأشكاله كافة ونشر النزاهة في المجتمع السعودي كما أكد خادم الحرمين الشريفين بعبارة حازمة قائلا": " المملكة لا تقبل فساداً على أحد ولا ترضاه لأحد ولا تعطي أياً كان حصانة في قضايا فساد " .
القائد الملهم وعَرّاب اللحظات الحاسمة
ونحن نستشرف مرحلة جديدة من تطوير الإدارة في المملكة العربية السعودية ، خصوصا في مجال الرقابة وتعزيز مبدأ الشفافية ومكافحة الفساد المالي والإدراي في المملكة. بمجرّد الحديث عن مكافحة الفساد، يجب الوقوف مليّاً عند ما يفعله ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان، والحرص الشديد على حماية النزاهة، وهذا ليس وليد لحظة بل كان وفق رؤية ثاقبة ، وحرص شديد على تطبيق القانون الذي حث على محاربة الفساد وهيأ الأسباب لمحاصرتة، وطهّر المجتمع من اثاره الخطرة وتبعاته الوخيمة على الدولة في مؤسساتها وأفرادها ومستقبل أجيالها .
إصلاح تاريخي
وليّ العهد السعودي الامير محمد بن سلمان أدركَ في لحظةٍ مفصليّة من تاريخ المملكة العربية السعودية أنّه لا بُدّ من إحداثِ تغيير جذريّ في المجتمع السعودي. وكعادته، نجح ولي العهد في محاربة الفساد و تطرق سموه في مقابلات سابقة الى هذا الموضوع قائلا" : " يهمنا أن نكون في مقدمة الدول في مكافحة الفساد".
و بعبارة أخرى أكثر دقة ووضوحاً يقول: " لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد أياً من كان، لن ينجو سواء وزير أو أمير " ، و يقول أيضا: الفساد في المملكة العربية السعودية أصبح من الماضي ولن يتكرر بعد اليوم من دون حساب .
ترجمة المقولات السابقة
يبذل معالي رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد (نزاهة)، الأستاذ مازن الكهموس، جهوداً كبيرة بتنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة بالكامل ،ويعمل مع زملائه في الهيئة وبتعاون مع الوزارات والجهات المتعددة المحلية والدولية في اجتثاث الفساد من جذوره بملاحقة الفاسدين الذين يستغلون مناصبهم وصلاحياتهم في الثراء غير المشروع على حساب مصالح الوطن العليا .
وتهدف هيئة الرقابة ومكافحة الفساد (نزاهة) إلى تعزيز مبدأ الشفافية وحماية النزاهة، وحماية المال العام، ومكافحة الفساد المالي والإداري بشتى صوره ومظاهره وأساليبه والقضاء عليه، وتطهير المجتمع من آثاره الخطيرة وتبعاته الوخيمة على الدولة في مؤسساتها وأفرادها ومستقبل أجيالنا
الفساد .. العدو الأول للتنمية والازدهار
وفي حوار خاص لـ جسور ، مع سعادة السفير السعودي السابق في لبنان الدبلوماسي المحترف الدكتور علي بن سعيد بن عواض عسيري يقول": ظاهرة الفساد ليست جديدة وليست محلية فهي ظاهرة عالمية قديمة عانت منها الشعوب والمجتمعات في جميع أنحاء المعمورة ولا اعتقد انه يستثنى منها أي بلد في العصر الحديث وضرر الفساد هو أشد وطأة في الدول النامية والفقيرة كما أن استشراء الفساد يدمر اقتصاد تلك الدول ويؤثر على تنميتها واستقرارها .
تحصين المجتمع السعودي
وعن تحقيق الاهداف الإستراتيجية لمكافحة الفساد في المملكة العربية السعودية ، أشار السفير السعودي السابق الدكتور علي بن سعيد بن عواض عسيري، " لا شك أن الجهود القيمة والمثمرة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله منذ تولي الحكم في المملكة هي القيام بمحاربة الفساد على جميع مستوياته الهرمية وذلك لأهداف رفع مستوى الأداء الحكومي في جميع قطاعات الدولة بما يخدم تحقيق الأهداف التنموية لرؤية 2030 والقضاء على إهدار المال العام وقد تم تشكيل هيئة متخصصة لمكافحة الفساد".
"وقد تم بالفعل إنجاز وتحقيق الأهداف المنشودة في خطة محاربة الفساد وأصبحت النتائج لتلك الجهود ملموسة في التنمية والاقتصاد السعودي بشكل عام ". المملكة أيقونة العالم في مكافحة الفساد أما على صعيد الجهود الجبارة التي تبذلها السعودية في محاربة الفساد ونشر التوعية للحد منه بجميع اشكاله ، أكد السفير عسيري لـ جسور أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده كانت واضحة وصريحة بل وصارمة في محاربة الفساد ولم تستثني لا صغيرا ولا كبيرا ولا أميرا ولا وزيرا ولا رجل أعمال فاسدا بل وشملت مكافحة الفساد جميع القطاعات من دون استثناء . تطوير حكومي مستمر ومتابعة مباشرة من القيادة وعن أهم إنجازات المملكة في مكافحة الفساد وتعزيز قيم النزاهة والشفافية ، فعددها السفير السعودي السابق في لبنان وهي :
١- تحسين الأداء الحكومي والعمل بشفافية كاملة في الأداء الحكومي بمختلف أنواعه.
٢- رفع كفاءة الإنفاق بما يخدم الاقتصاد والمجتمع ويوفر أفضل الخدمات ويدفع عجلة التنمية المتعددة .
٣- حماية المال العام وفرض الشفافية في التعامل الحكومي.
٤- القضاء على الإجراءات البيروقراطية في التعامل الحكومي.
٥- توظيف التقنية لمحاربة الفساد في الحكومة والمواطن وقطاع الأعمال وكانت تلك خطوة عملية موفقة ومفيدة لمكافحة الفساد .
٦- انخفاض مستوى البطالة في المملكة بشكل ملحوظ .
٧- زيادة موارد الدولة وحماية استغلالها .
٨- زيادة وجلب الاستثمارات في المملكة من داخلها ومن خارجها لسهولة الانظمة وتوفر الاستقرار والحوافز وتسهيل ومرونة الحصول على التأشيرات لدخول المملكة بمختلف انواعها و سهولة الحصول على الاقامة للمستثمرين.
٩- رفع مستوى الجودة في البنية التحتية .
١٠- إيقاف التأثير المباشر وغير المباشر لتداعيات الفساد على الاقتصاد والتنمية.
هيئة النزاهة
وفي هذا الصدد، أعلنت هيئة الرقابة و مكافحة الفساد (نزاهة) منذ أيام ، أنها حققت خلال شهر رجب 1444هـ 2023 م ، مع 241 مشتبهاً، وتم إيقاف 159 شخصاً تورطوا بتهم الرشوة، استغلال النفوذ الوظيفي، غسل الأموال، والتزوير.
وجاء في بيان الهيئة : باشرت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد خلال شهر رجب 1444، اختصاصاتها ومهماتها من خلال عمل 2194 جولة رقابية، والتحقيق مع 241 مشتبها بهم، من ضمنهم موظفون من وزارات (الداخلية، الدفاع، العدل، الشؤون البلدية والقروية والإسكان، الصحة، التعليم) ومن هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، وإيقاف 159 مواطناً ومقيماً، وفقاً لنظام الإجراءات الجزائية منهم من أطلق سراحه بالكفالة الضامنة، لتورطهم بتهم الرشوة، استغلال النفوذ الوظيفي، غسل الأموال، التزوير وأضافت أنه يجري استكمال الإجراءات النظامية تمهيداً لإحالتهم إلى القضاء .
جسور