بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 أيار 2021 12:11ص ثمار مرتقبة من «أشواك الكورونا» ولبنان «بلد الفرص الضائعة»!

حجم الخط
 حسب تقرير الجامعة الأميركية AUB Crisis Observatory عن الأزمة اللبنانية، استمرار ارتفاع معدلات الفقر والتضخم والبطالة والمزيد من إقفال المؤسسات، وإنخفاض القوة الشرائية لليرة بمعدل ٨٠%، وتدهور القطاع الصحي مع ٦٠٠ طبيب هاجروا من لبنان وإنخفاض عدد الممرضات الى ممرضة واحدة لكل ٢٠ مريضا، وانهيار مستوى التعليم مع خروج 1,2 مليون طفل من المدارس خلال سنة واحدة، وارتفاع عدد الطلاب الذين ينتقلون من المدارس الخاصة الى المدارس العامة، وتراجع عدد الطلاب الذين يتسجلون في الجامعات بسبب غلاء الأقساط والنقص في عدد أساتذة التعليم الجامعي. وعلى الصعيد الأمني ارتفاع عدد السرقات بين ٢٠١٩ و٢٠٢٠ بمعدل ٥٧% مع زيادة ١٦٢% في الربع الأول من هذا العام، وارتفاع عدد الجرائم بنسبة 91% خلال الفترة نفسها مع زيادة 2,4% خلال الربع الأول من هذا العام.
بلد الفرص الضائعة...
وإذا بقيت الأزمة الاقتصادية والمالية والأمنية على ما هي عليه الآن، ولم يتحقق الحد الأدنى من الاصلاحات الرئيسية، فإن الفرص التي ستتوافر للعالم خلال العام ٢٠٢٢ من مرحلة بعد الكورونا ومع الارتفاع المتواصل في عمليات التلقيح، سوف لن يتمكن لبنان من التقاطها. وأهم مسببات هذه الفرص ان شدة الجائحة وقساوتها تضطر مختلف القطاعات الاقتصادية في عديد البلدان الى ترشيد الانفاق والمزيد من الادخار والى اجتراح بدائل وابتكارات جديدة والتركيز على استثمارات ملائمة لطبيعة المرحلة وللظروف التي سيعيشها عالم ما بعد الكورونا، بدليل انه في حين متوسط معدل النمو للاقتصاد الأميركي على سبيل المثال، خلال سنوات ٢٠١٦ - ٢٠١٩ التي سبقت جائحة الكورونا لم يتجاوز ٢% سيتجاوز هذا العام معدل ٦%، مقابل نمو متوقع في فرنسا من ٢% الى ٥% وفي بريطانيا من أقل من ٢% الى أكثر من ٥% وايطاليا من ٢% الى ٤% وألمانيا من 2,5% الى 3,5% واليابان من ١% الى ٣%.
و«الأكونوميست» البريطانية تعطي مثالا عن تجارب الماضي بدءا من ان وباء الكوليرا الذي ضرب باريس خلال ثلاثينيات القرن التاسع عشر وقضى على نحو ٣% من سكانها، أدّى الى تسريع التحاق فرنسا بالثورة الصناعية التي بدأت في انكلترا. وان وباء الطاعون الذي ضرب انكلترا خلال سبعينيات القرن التاسع عشر أدّى الى مضاعفة معدلات الادخار لدى العائلة الانكليزية، ومثلها معدلات الادخار في اليابان خلال الحرب العالمية الأولى. وان انتشار الانفلونزا الاسبانية في الولايات المتحدة خلال العامين ١٩١٩- ١٩٢٠ رفع معدلات الادخار لدى الأسرة الأميركية وصولا الى معدلات ادخار قياسية خلال الحرب العالمية الثانية بلغت نحو ٤٠% من الناتج الإجمالي الأميركي.
والآن مع جائحة كورونا هناك ثمار يراها صندوق النقد الدولي من «أشواك الوباء» خصوصا في المشاريع الابتكارية الجديدة وبرساميل زهيدة في إطار المؤسسات الصغرى والمتوسطة، ومن النوع الذي كان المتمولون لا يميلون الى الاستثمار فيه قبل نشوب الجائحة الوبائية الحالية.
وفي لبنان؟
مع الكورونا وبعدها كما قبلها على مدى السنوات الماضية بدل النمو تراجع مستمر هذا العام ولو بنسبة أقل من العام ٢٠١٩ حين بلغ الانكماش ٢٥% مقابل انكماش إضافي ٩% متوقع لهذا العام في ظل نظام سالب فالت فاقد لكل عناصر الجدية والأهلية والإرادة وعاجز عن استثمار الفرص المجدية من الأزمات المستجدة، والى استنباط عناصر القوة الممكنة من عوامل الضعف الطارئة.