بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 كانون الأول 2022 12:00ص هل تعود العلاقات اللبنانية - الخليجية إلى طبيعتها في 2023؟!

حجم الخط
بعد سنتين من العلاقات المأزومة بين لبنان والدول الخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، خسر بلدنا الكثير سياسيا واقتصاديا،500 مليون دولار سنويا من الصادرات وحدها فضلا عن ان السياحة الخليجية كانت العمود الفقري للإيرادات السياحية اللبنانية، تقدّر بـ 4 مليارات دولار خسائر لبنان من تراجع السياحة الخليجية حسبما أشار رئيس نقابة أصحاب الفنادق بيار الأشقر جازما أنه لا يمكن التعويض عن السياح الخليجيين ان لجهة حجم الأنفاق أو لجهة مدة الإقامة، السؤال المطروح حاليا: هل أن زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الأخيرة برفقة وفد وزاري الى المملكة يمكن أن تفتح الباب لعودة الأمور الى ما كانت عليه قبل القطيعة الخليجية؟ وما هي أسباب البطء في هذا الملف؟
في هذا السياق يؤكد مصدر مطّلع أن العلاقات اللبنانية - السعودية ستكون بدون أدنى شك أفضل في العام 2023 وكشف أنه في موضوع الاقتصاد والتصدير فقد طلب الرئيس ميقاتي من وزير الصناعة جورح بوشكيان وضع آلية جديدة لعرضها على الأخوان السعوديين ولحماية الدولة السعودية من تصدير الكبتاغون وغيره، والعمل جارٍ بسرعة آملا بأن نصل الى علاقات طبيعية بأسرع وقت، أردف المصدر.
الرئيس ميقاتي من جهته كان وصف زيارته الى السعودية بالممتازة وقال أن الكلام الذي سمعه من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بشأن لبنان إيجابي جدا. فهل نصدق أن الزيارة قد رسمت بداية جديدة من العلاقات بين بيروت والرياض وفتحت أبواب المملكة من جديد أمام لبنان؟ لكن بالطبع مسعى رئيس الحكومة يحتاج الى تعاون كل القيادات وعدم اللجوء الى أي أعمال تخرب ما يجري ترميمه، معروف أن المملكة ما زالت على ثوابتها من لبنان والتي تقوم على محاربة الفساد وإجراء الإصلاحات وانتظام عمل المؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة ليس كسابقاتها وهذا ما سمعه ميقاتي من بن سلمان. فيما أكد ميقاتي على ما صدر من مواقف عن الحكومة بأن لا يكون لبنان منصة للإساءة الى المملكة ولا يكون ممرّا للمخدرات إليها ودول الخليج عموما. وأضاف ميقاتي انه أبلغه ان الحكومة ولو كانت في تصريف أعمال لن تتهاون مع من يسيء الى المملكة...
وعن الخسائر التي يتكبدها لبنان بسبب سوء العلاقات، شرح نائب رئيس جمعية الصناعيين زياد بكداش قائلا أن العلاقة السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع الخليج وخصوصا المملكة العربية السعودية لها حوالي السنتين دون أن يحصل أي تقدّم على هذا المسار: مع العلم أن بعض السياسيين والهيئات الاقتصادية حاولوا خرق هذا الجدار دون أي جدوى، «نتفهم قرار المملكة بعد أن طفح الكيل عندهم لا أحد يوافق أن يتعامل مع جهة والأخيرة تحاربه سياسيا وأمنيا وترسل له الكبتاغون. فالعلاقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية هي تاريخ. كان اللبناني هو المساهم الأول في اعمار المنطقة وخصوصا السعودية وكانت المملكة هي المساهم الأول في مساعدة لبنان ولا ننسى أن لبنان يعتبر بالنسبة للخليجيين بلدهم الثاني»، مؤكدا أنه إذا لم يكن اليوم فغدا لن يترك السعوديون لبنان.
ولفت بكداش الى أن العلاقة السيئة بين بلدينا أدّت الى خسارة بحدود 500 مليون دولار سنويا من التصدير: إذ كنا نصدّر 250 مليون دولار اليوم باتت الكلفة أقل في لبنان في الصناعة وارتفع عدد المصانع، ونحن كنا نطمح أو نهدف كصناعيين أن نبيع 500 مليون بدل 250 مليون. والمشكلة الأكبر انه خلال السنتين الماضيتين، العلاقة بين المملكة والأتراك أصبحت جيدة وعادت العلاقة التجارية بين البلدين وهذا خطر كبير بالنسبة لنا لأن تركيا بالنسبة لنا تشبه الصين في الشرق الأوسط والمنافسة معها صعبة. إلا اننا على يقين بأن الشعب في المملكة ما زالوا يفضّلون البضاعة اللبنانية عن أي مصادر أخرى حتى انهم يفضّلون التعامل مع اللبنانيين وعندهم ثقة بالمنتج اللبناني.
وتساءل نائب رئيس جمعية الصناعيين خاتما: لكن هل أن السياسة الاقليمية سوف تكون بالمرصاد لتجميد مساعي رئيس الحكومة والوزراء معه؟ أن شاء الله تخيب مخاوفي. لكن مما لا شك فيه أن انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة فعّالة سيكون امتحان للعلاقة بين لبنان والخليج وليس فقط الخليج بل كل الدول في العالم.
على أي حال في موسم الأعياد لدينا دعاء واحد أن يهدّ الله المسؤولين رأفة بالمواطن اللبناني، كفانا عذابا وقهرا واهتراء.