لم تأت انتفاضة 17 تشرين الأول لتكون عابرة، بل استطاعت فعلًا أن تبدّل بمزاج اللبناني الذي تحركه طائفيته، وكان عناصر الانتفاضة يسارعون الى دفن كل فتنة بلفتة جامعة تركز على أننا سنغلب الجهل بالوعي، وسنعود لنؤكد أن مصيرنا واحد، مطالبنا واحدة، وعند الانهيار سنتقاسم الحفرة عينها.
أطلت الفتنة السنية الشيعية مساء أمس، بعد انتشار مقطع فيديو، لشاب طرابلسي يكيل الشتائم بحق أهل بيت رسول الله، مستهدفا أيضا الزعامات الشيعية اللبنانية. ويرجّح أن يكون مقطع الفيديو قديم، مما يؤكد أن من نشر الفيديو بهذا التوقيت لا يقل "وضاعة" من صاحب الفيديو.
بعيداً عن المشاهد التي نام عليها اللبنانيون، استفاق لبنان على لفتات جديدة تقوي مبدأ العيش الواحد، خصوصًا بين أبناء الطائفتين السنية والشيعية، كي لا يكون المشهد "الناري" مفرحًا لأي مترقب لهكذا انزلاق على الساحة المحلية.
من اللفتات الراقية، كانت زيارة عضو بلدية طرابلس الناشط شادي نشابة الى الخندق الغميق حيث استنكر ما جاء في الفيديو المسيء، قائلاً: "وجعنا وفقرنا واحد وعلينا التعاون للنهوض بلبنان".
وكانت رسالة أخوية من المفتش العام المساعد في دار الفتوى الشيخ حسن مرعب، جاء فيها:
وفي رسالة مشابهة، حاول امام مسجد الخندق الغميق الشيخ كاظم عياد تهدئة الجموع الغاضبة وطلب منهم الخروج من الشارع مساء أمس.
وغرد ناشطون تحت هاشتاغ "لا للفتنة"، الذي تصدر قائمة الأكثر رواجًا على تويتر لبنان، حيث عبروا عن صرختهم بوجه الفتنة، كل على طريقته، ومن التغريدات:
ولم تغب الروح المرحة بين الشعب الواحد، حيث انتشر مقطع فيديو توجيهي يؤكد على أن أبناء الوطن متحدون رغم كل ما يحاك لهم من أفخاخ تفريقية.
اعداد "اللواء"