بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 شباط 2024 04:12م أحاول أن أنام الآن

حجم الخط
ليس لدي إلا "Good night" قديمة ومستعمَلة لكنها تفي بالغرض
أتجوّل في البيت لاطفئ الاضاءة وأقفل الابواب, أرى الأشياءُ في مكانها ولم يتغيّر شيء بسبب وسواسي القهري ...
حذائي في الممرّ عند الباب ، كتابي المفضل"الأخوة كارامازوف"  على المكتبة في غرفة الجلوس ، هري"بسبوس" على السرير ينتظرني، كل شيء نظيف ومعقّم، لا يوجد صوت في البيت سوى صوت خافت لمروحة آلة التسجيل الخاصة بكاميرات المراقبة ...

ها انا ادخل غرفتي وابدأ التأمل، فالافكار داخل رأسي ترافقني كل يوم، لا تتركني وحيدة، أحاول تجاهلها أحيانا لكنني أعود واستسلم لها كثيرا عندما تؤرقني فتؤنسني، تأخذني في حيرة تارة وفي أحلام اليقظة تارات..
أولا تعلمون اننا قد ننجو من صخور و حفر ونشق البحر دون غرق و نقفز من فوق الشباك و نهرب من قبضة الصياد و نتسلق الاسوار العالية و المنيعة و قد ننجو من هذا كله... ونتعثر في فكرة!!
أفكارنا تحدد حياتنا، وحياتنا هي انعكاس لأفكارنا التي نغذيها في ذاتنا....آه 🤦‍♀️يا ليتنا ننام كالسابق على قصص الأمهات و الجدات ، لا سرير يفصلنا و لا أغطية تبعدنا فحضنهم أمان لنا  😊

 تأمّلت الليلة جِدار غرفتي جيدا وجدت فيه لوحة مرسوم فيها باب بيت آخر يشبه باب بيتي لكنني وجدت فيه شخصا يحلم مثلي و لكنه وصل الى القمة بعدما رسم دربه،  الى قمر مشرق و ساطع...
اما انا مازلت هنا على سريري أفكر كيف سأصل يوما الى حلمي ومتى سأحققه! اسأل نفسي أين ذهبت عزيمتي و لهفتي و آمالي!

قررت ان أنام هناك للتو ...
لعلني أستيقظ غدا مكانه و كلّي أمل اني سأصل و ابدأ الفلاح 🥰
لدي يقين تام أن أفكارنا هي أقدارنا فلتكن أفكارنا هادئة مسالمة ثابتة في الايمان والصبر والرضا و رحابة الصدر..
الأحلام يزرعها الله فينا لأنه يعلم أننا سنحققها...
تصبحون على خير و أمل و سعادة أصدقائي..  

ريف سليمان