بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 تشرين الثاني 2023 12:00ص أدب الأطفال

حجم الخط
ظلّ الطفل العربي فترة طويلة محروماً من أدب خاص به، أدب يتوجّه إلى عقله وينبض معه.. يستشرف من أفكاره، وينبع من علائقه ومتغيّراته الاجتماعية، وبقي تثقيفه مقتصراً على حكايا جحا وعلي بابا والسندباد البحري وعلاء الدين وكليلة ودمنة وبعض قصص ألف ليلة وليلة وعنترة بن شداد والزير سالم.. وقد لعبت هذه القصص دوراً مهماً في إلهاب خياله وتسلية طفولته.. لكن مع تطور العصر وتقدّمه السريع، وقف الأدباء أمام حالة وواقع ملحاح، لا يسمح بالإكتفاء بالحكايات التي تقدّم ذكرها، خاصة وإن سبل التربية اختلفت وتنوّعت، إن لم نقل أنها شهدت ثورة تشبه إلى حدٍّ ما الثورة الصناعية التي شهدها النصف الثاني من القرن الماضي...
فبعد ما كان الطفل يتعلم ليقرأ، صار في وقتنا الحاضر يقرأ ليتعلم، مما فرض على كافة الصور الفكرية والأدبية نمطاً جديداً، وجب على الجميع إلتزام حدوده، خاصة وإن العالم صار ينظر الى الطفولة التي تُشكل نصفه، نظرة جدّية وواقعية، من هنا نرى إن الكتابة للأطفال يجب أن تأخذ باعتبارها عدة أمور، أهمها:
أولاً: استعدادات الطفل للنمو وحاجاته للتعلم، توجب عدم إعطاء أيّ معلومة دون دراسة.
ثانياً: إن عقل الطفل مشغوفٌ منذ البداية بقصص الحيوانات، لأنه ينشأ فطرياً على حبّها.
ثالثاً: إن معظم الأساطير والحكايات الشعبية محبّبة لديه، خاصة تلك التي تلهب خياله، وقد أوضح ذلك الفيلسوف «كانط» بقوله: «يمتلك الأطفال عموماً مخيلة شديدة الحيوية، لا تحتاج الى توسيع مداها أو زيادة حدّتها عن طريق مطالعة الحكايات الخرافية، بل إنها تحتاج إلى أن تُكبح وأن توضع ضمن نظام مسيطر عليه».
رابعاً: اللغة، يجب العناية التامة في اختيار المفردات والعبارات بما يناسب ووعي الطفل، على أن لا يشوب هذه اللغة المفردات الصعبة والغريبة، الى جانب هذا يجب تداول الكلمات التي توحي بالمحبة والتعاون، لأنها تترك آثاراً أخلاقية، تؤثر في سلوك الطفل.
خامساً: الرمز، يجب على كاتب أدب الأطفال أن لا يوغل في استعمال الرمز الذي لا يشكّل اهتماماً من اهتمامات الأطفال.
سادساً: الأسلوب، يجب أن يكون سلساً وشيّقاً وسهلاً وبسيطاً.
سابعاً: الهدف التعليمي، وهو من أهم الأمور التي يجب على الكاتب الإهتمام به، لأنه يُغني قدرات الطفل المعرفية ويساعده على البحث والسؤال.