بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 تشرين الثاني 2023 12:00ص أدب الشباب

حجم الخط
الأدب هو الإنسان، بل ذلك القبس الإلهي الذي أوحى بالكلمة فكانت.. والإنسان لا يملك حرية الاختيار في أن يكون شاعراً أو أديباً أو قاصّاً وروائياً، ولكن حين يكتمل الإبداع في أعماقه يصير مثل الرياح التي تخترق أشجار الغابات، ناشرة لقاحها فيما بينها من أجل إعطاء الحياة لنبتات جديدة.. وعبارة الأدب هو الإنسان متّفق عليها، لأنها تلخّص العمق البعيد لجوهر إنسانيته وتؤكّد هويته على هذه الأرض وامتدادها من الماضي نحو المستقبل واستمراريتها، وما من أمة دام وجودها على الأرض، إلّا واستمر أدبها في ذاتها خفّاقا ، كما ما من أمة زال وجودها وانتهت إلّا وأعلن أدبها عن جدبها واضمحلالها.. من هنا يطرح السؤال نفسه: ماذا يعني أدب الشباب؟ وما هي أهميته؟ ومما لا شك فيه إن أدب الشباب هو تجدّد الحياة في خلايا المجتمع واندفاق الدم الجديد في عروقها، وهو الدليل القاطع على حيوية أية أمة من الأمم ومدى تطوّرها ورقيّها.. والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه العجالة: «كيف نتعامل مع أدب الشباب؟»، بالإضافة الى الشروط التي يجب توفّرها في المبدع نفسه:
أولاً: الإهتمام الشديد بالنتاج ودراسته ووعي المرحلة التي يمثلها بإيجابياتها وسلبياتها.
ثانيا: فتح الأبواب أمام هذه المواهب وتسهيل دخولها الى جنّة العطاء، خاصة وأن مفاتيح هذه الجنة تملكها العقول النيّرة والمنصفة.
ثالثاً: تشجيع هذه الأقلام الشابة والترحيب بها، ونشر ما كان مميّزاً من حيث بنيان الجمل وسلامة اللغة وجزالة اللفظ وعمق المعاني ووضوح الأهداف.
رابعاً: إحترام هذه الظاهرة لأنها تعني أن شمس الأدب لن تغيب وإن الحياة ما زالت تعطي أزهاراً تلوّن أعمارنا بشتى أنواع الفنون الجميلة..
خامساً: ومن الضروري حتى ينجح اختراق الحواجز المعروفة أن يتمّ إصدار دوريات شهرية، تهتم بأدب الشباب وإقامة الندوات لإبراز ما تبدعه تلك الأقلام الشابة، وتوفير الإمكانات المادية لطباعة مؤلفات تلك المواهب، هذا ما يجب أن تقوم به وزارة الثقافة.