منذ سنوات وانت الطبيب المفضل عندي لأنك من أسمى وامهر الأطباء
وانت المعروف والموصوف بنزاهتك واخلاصك وانت من الاكفاء
وانت الأمين على المهنة الإنسانية وانك من الأطباء النصحاء(1)
اعلم انك لست بحاجة للمديح لأنك جليّ كالصبح دون خفاء
سبحانه وتعالى سبغ عليك نعمة الأخلاق والرشاد بنور وضياء
كنت لي شمساً ليوم جديد انار سبيلي لتفادي طريق السفر الوعثاء
ومن اوجاع كنت اتلظى من نار لهيبها فأبعدتني عنها هجراً وإقصاء
طلبت مني تغيير الطريقة المعتادة عليها والتي اعاني منها أشد العناء
سألتني ان يكون مكان وخز الابرة بالمكان الأفضل وأنا رفضته بجفاء
جادلتك طويلاً وناقشتك كثيراً بعناد كأنني انا الطبيب لهذا الداء
بصبر وحلم وطول بال اعطيتني الشرح الوفير لمكان وضع الدواء
لست ادري ماذا اصابني حتى عاندت ورفضت وأنا اثق بك ثقة عمياء
ولطالما حدثت عنك القاصي والداني انك من اشرف وامهر الأطباء
الطبيب الشريف للمهنة الواثق بنفسه وبتشخيصك للمرض ذو نية ومضاء(2)
لنتائجها المضمونة ودائماً بإذن الله تعالى يكون على يديك الشفاء
وبعد طول نقاش معي وصبرك اللامحدود استجبتُ للنداء
وبعدها احسست بالفرق معك ما شعرت بأوجاع في ركبتي ولا بآلام برحاء(3)
شكراً لك وشكراً لصبرك علي دون تذمر ولا تأفف يا انبل النبلاء
اعتذر منك كل الاعتذار وما كان رفضي الأوّلي إلا عناداً وإباء
دمت للمهنة الإنسانية وامدك الله عز وجل بالصحة وطول البقاء
مرّة ثانية اعتذر كي لا يكون في قلبك غضب وانت الواسع الاعفاء(4)
1 - النصحاء: من يكترث ويهتم، 2 - ذو نية ومضاء: ذو عزيمة قوية، 3 - البرحاء: الشدة والألم، 4- واسع الاعفاء: اتساع صدره للمسامحة.