بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 كانون الثاني 2022 12:00ص أعمال الفنان التشكيلي محمد الحسن علي رؤية حيوية تندرج تحت عدّة مسمّيات فنية

من أعماله من أعماله
حجم الخط
تنعكس الجماليات في أعمال الفنان التشكيلي السوداني «محمد الحسن علي» على الحس الفني المختلط بالمفاهيم الذوقية المرتبطة بالألوان وقيمتها، وتدرّجاتها وتطوراتها الموضوعية بتضاد ذي أساليب علمية مدروسة بدقّة، وفق تحديات جمالية انطلق منها الفنان «محمد الحسن علي» لإبراز التخيّلات وفق السياق البصري الترتيبي ومستوياته الضوئية في التجريد المختزن على عدة تعبيرات جمالية غير مقيّدة بالاتزان الشكلي أو الأحرى خلق تناغمات بين الخطوط القادرة على استخلاص المعاني الفلسفية، وحتى التحليل البصري وفق الزمان والمكان والمساحة والفراغات، وحتى انسجام التوازنات التي تتنوع وتخضع لنقاط يحددها بديناميكية، ويتركها تختبىء بين التجريدات حيث تندمج الأشكال وفق التطورات اللونية وتشكيلاتها. إذ تستند رسوماته على مخططات هي بمثابة معايير ينطلق منها لتكوين رؤية حيوية تندرج تحت عدة مسميات فنية تختبرها ريشة قادرة على فتح عدة جدليات فنية يتوسع من خلالها بالمعاني التي تتوالد معها تطورات الأشكال المختلفة، وبتعديلات هي بمثابة طفرات تمثل الوظائف الحيوية للألوان التي تنتج عن مزج يخضع لاختبارات حسية وأخرى ضوئية ترتبط بقوانين التكرار والتفاعل والمحاكاة، وذلك لتحريك العناصر وفق تحولات متعددة المقاييس والأشكال، وبتعبير ان تستقل معها الرؤى وكأنها تمثل الصراعات الحياتية والاختلافات بين كافة الكائنات، وأيضا عملية التآخي والإنسجام، بمعنى آخر عقدة السلام في كافة الأمور التي تجعل من التناقض لغة وجودية من خلال الدوائر والمربعات والمستطيلات، وحتى العودة الى الفراغات وصولا الى الإنسان القلق والمحصور بين الخطوط، لخلق تعبيرات فنية يفجّرها بالمزج الحركي بين الخطوط والألوان. فهل يتساءل الفنان السوداني «محمد الحسن علي» عن الحقائق الجمالية في الفن؟ أم أنه يفترض وجهة نظر فنية تميّز الأنسان عن الأشكال الأخرى؟

تمتلك الخصائص اللونية في أعمال الفنان «محمد الحسن علي» ميزة الأحمر والأصفر، والتوافق بين المستطيلات والمربعات. لخلق ايحاءات تمثل القيود والحرية أو الخضوع المرتبط بقوة الحواجز الحياتية أو صعوباتها، والتحرر منها من خلال الفراغات أو النقاط المفتوحة على عدة جدليات، لكل منها وجهة نظر فنية يصعب الخروج منها. لأنها تطرح اشكاليات الإنسان في مساحة محدودة وأخرى تائهة لا يجدها محاولا اختزال الأوجاع الإنسانية بتذليل الاتجاهات، وتركها في دوامة الحيرة ما بين مربعات ودوائر ومستطيلات، وفق البُعد الرمزي لهذه الأشكال التي تمثل بتصوراتها لغز الحياة برمّته، فالفواصل بلا شك هي لخلق فروقات بين الزمان والمكان أو الأحرى الرحيل والولادة، وبمعنى آخر هو تجدّد الحياة عبر الأجيال التي تتوالى خلف بعضها البعض، بنغمات تتعلق بمسألة العقلانية والعاطفة، فما بين الشكل واللون تبرز الدوافع الفنية، والأخرى المرتبطة بالحدس الإنساني والمخاوف من الصعوبات التي يواجهها الإنسان، وتشير الى القوة والضعف والتخبط بين الرحيل والبقاء، وحتى بين الولادة والموت. فهل اللون الأصفر والأحمر والبرتقالي المركب هو لخلق عدة خصائص فنية وجوهرية فيزيائياً؟ أم أنه يريد كسر الحواجز بين الخطوط بالحركة الديناميكية التي يتميّز بها كل لون في لوحاته؟

تشير الحقائق الجمالية في لوحات الفنان «محمد الحسن علي» الى التحديات الفنية التأملية، وفق عدة افتراضات ذات خصائص تنوّعت معها الرؤى التي تستنتجها الريشة القادرة على فرض معادلاتها التشكيلية، المتحررة من الظل والضوء، والممسكة بالمعايير الموضوعية التي تحتفظ بالكثير من التشكيلات المتوازنة، وان تناقضت الأشياء الأخرى، أو تحررت الخطوط المتعرجة في بساطتها التي تميل الى الحيرة والضيق، والهروب من الزوايا التي تتألف منها المربعات والمستطيلات، والتي تشكل في أبعادها نوعا من الخروج عن المألوف في المعاني، فرغم زخم اللون الأحمر والأصفر! الا أن للبرتقالي لغة يحاكي معها الأبيض حيث تنحسم لغة الرحيل والبقاء في أمكنة مغلقة لم يفتحها «محمد الحسن علي» إلا ليوحي بقوة البقاء للإنسان. فهل تحرر من ريشته الخاضعة للمعايير الفنية؟