بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 نيسان 2024 12:00ص أعمال الفنان الفرنسي (آلان فرومون) الفهم البصري لمعنى الفراغ والتوازن مع الكتلة

حجم الخط
تتكيّف القواعد الفنية في رسومات الفنان الفرنسي «آلان فرومون» (Alain Fromont) مع الخصائص المتنوعة القائمة على المبادئ والدعامات الهندسية التي تستهدف الفهم البصري، لمعنى الفراغ والتوازن مع الكتلة ببساطة، وجاذبية ذات احتياجات جمالية تكتسي بالألوان المؤثرة على الإدراك وقوة التكوين القائم على أسس التوازن، وبتكامل مع الرؤية البصرية التي تُشكّل نوعاً من الإيقاع المترابط مع العناصر الأخرى من دائرة أو خط أو نقطة في الفراغ قادرة على خلق توازنات متعددة تنشأ من الفراغ وتكتمل مع الأنماط الأخرى بحيث يمنحها الفنان الفرنسي لغة جمالية علمية يمكن أن يتولد عنها العديد من الأفكار المثيرة للتساؤلات الناشئة عن معنى إدراك قيمة الجاذبية، وكل ما هو مؤتلف مع الأبعاد، وكأن ما ينشأ بصرياً في لوحة ساكنة غير قابل للسقوط مهما تعددت الحركة. فهل سعى «آلان فرومون» لتحقيق التوازن البصري وجمع كل ما يتعلق بالجاذبية في هذه اللوحة؟ أم أن الخطف البصري هو اختلاس مُتخيّل لقواعد فيزيائية تكوينية باهرة للنفس عبر ومضة تبعث للتفكّر؟ وهل الخطف البصري هو إشباع حسي لتوازنات جمالية لا ندرك كينونتها بشكل كامل ما لم نمارس فعل التكوين الجمالي؟ وهل إدراك التوازن يحتاج للتماثل مع الأشكال والعناصر والخطوط وغير ذلك؟
ربما تتماثل الأشياء معنا كما يتماثل الإنسان مع الإنسان أو حتى الخط مع خط آخر، وربما لتحقيق التوازن البصري يجب أن تتساوى المعادلات الناتجة عن براهين في التركيبات المريحة للعين، أو بشكل أوضح تلك التي تجعلنا من خطفة بصرية نستلهم عدة مؤلفات تكوينية لكل منها معادلة خاصة تجعلنا نفهم قيمة الكتلة في الفراغ أو قيمة النفس في الجسد المادي، وإن ابتعدت هنا عن المعنى التشكيلي، إلّا أن لعبة التوازنات التي يمارسها آلان فرومون في رسوماته هي جمال يخلق شعوراً بالارتياح ويمكننا تمييز ذلك ونحن ننتقل بصرياً من لوحة إلى لوحة أخرى عبر فواصل يجعل منها علامات تعجب تستثير فينا الشعور بالأنماط غير المتكررة، وإن بدت الخطوط المتكررة صعوداً أو نزولا هي التي تحمل الدائرة. فترتيب الأفكار أو الخطوط يحتاج لتوازن بصري أو مادي لترتيب العمل بناءً على عدة معادلات رياضية جيومترية، وفيزيائية. فهل من وزن بصري فيما هو أفقي أو مائل أو رأسي؟ وما هي نوع التوازنات التي يمارسها فرومون وتُعطي إحساساً بالعقلانية والعاطفة معاً؟ وهل كل هذا هو اختزال لفن بصري تشكيلي؟ وهل من ثنائيات في محور دائري يرتكز على نقطة؟ أم أن الخطوط المائلة هي أوهام بصرية لحركة لا تنتهي كونياً؟
يتجلى التوازن البصري في أعمال فرومون في قيمة العناصر المتتالية جمالياً أو هندسياً، إن من الأصغر إلى الأكبر أو العكس، وبما في الوسط وإن بشكل متغاير، كما بين الخطوط والدائرة مع مراعاة النسب بمقاييسها ومعاييرها ما بين البداية والنهاية والوسط، فمقدرته في التوزيع البصري هي التكوين الحقيقي بأبعاده الأكثر ديناميكية من حيث قيمة التوازن والتماثل والتنافر، وأيضاً بشكل حسي بين الخفيف والثقيل أو المادي والأثيري بعيداً عن التأثير اللوني بصرياً ما بين الأصفر والأسود، وربما لإبراز المعايير الفنية لهذا التكوين في هذه اللوحة تحديداً من حيث التشبع والشفافية وبدرجات غير مؤثرة على اللون الأسود وما يمثله من قيمة للوزن، فهو يمثل اللون الأغمق والأكثر وزنا من سواه، لتتضح الحركة بصرياً كلما التقطت العين زوايا الخطوط وتأثيرها على قيمة الحركة رغم السكون. فهل اتبع قوانين التوازن البصري من حيث الوحدة والوزن والتوازن والحركة؟ أم أن الخطف البصري هو خلق شعور متوازن بمستويات متعددة؟
لا بد وأن ينغمس البصر بمعنى الحركة والسكون، لاستكشاف المفاهيم الأساسية التي اعتمد عليها فرومون، لتقديم مفهوم التوازن عبر عدة حالات تتناقض مع بعضها البعض بشكل ديناميكي، لتتساوى كل المتناقضات مع النقطة أو الدائرة أو حتى تتعارض معها تبعا لمفهوم المادة أو الكتلة والفراغ. فهل مركز الجاذبية هو نقطة الالتقاء مع الدائرة أو الدائرة هي مركز الجاذبية وإن ألغى فرومون كل ما هو عامودي فعلي وتركه حسياً ليضمن التوازن وعدم سقوط الدائرة؟ وهل هذا يُشكّل فعلياً اختصارات بصرية تولد من خطف بصري؟