بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 كانون الأول 2018 12:20ص أعمال الفنان جيمس وايت التشكيل عبر الضوء من خلال التركيب الفني

حجم الخط
يحاول الفنان «جيمس وايت» (james white sculptor) او الباحث الضوئي او نحات الضوء ان صح القول  وضع فكرة أولوية  عن التشكيل عبر الضوءمن خلال التركيب الفني المعتمد على حركة ضوء (النيون)  وحيويته، وبتصميم تقني لا ينفصل عن اي مادة من الخشب الى البلاستيك وصولا الى  فكرة الخيمة التي تأوي المشردين،  وهي مشغولة لتتزين بالضوء ليلا،  ولتكون قادرة على منح المكان التي تتواجد  فيه الخيمات قطعة بصرية تؤلف نوعا من ميزة جمالية يرنو اليها البصر،  ويعطيها الضوء هوية وجودها ليلا . ولكن ضمن التأليف البصري المرتبط بالضوء. فهل حاول» جيمس وايت»  وضع فكرة فنية مرتبطة بالمشردين حول العالم؟ ام هي فكرة تصاحب حتى العروض الفنية الجماعية التي تشكل الخيمة فيها الاسس الأولية  اضافة الى الأنابيب الضوئية والمساحات الفنية التي تتشكل منها بنظام متحرك يميل الى الليل او التواجد في العتمة. وهذا ما يظهره الضوء المصاحب لفكرة الخيمة والنيون والمساحة الفنية المرتبطة بهما ، مما يجعل فكرته قابلة للتطور لتكون فنية، وغير سكنية فقط لقدرتها على تشكيل لوحة متحركة من خلال الضوء ليلا،  وعبر تصميم سينوغرافي لا يقل اهمية عن اي فن تشكيلي او نحتي او حتى عروضات فنية تحتاج لكثافة مشاركة وعناصر تكوينية مختلفة هي جزء من كل، ولكن بترابط بصري يهدف الى منح الضوء قيمة الوجود او ابراز فروقات الحركة والسكون والعتمة والضوء. فهل تكون  خيم المشردين حول العالم  هي كالمنارات يوما ما؟ او كمنحوتة فنية تجسد الوجود ليهتدى بها الى امكنة تغوص بالعتمة؟ 
اداء ضوئي حي يهدف الى تحريك الشكل وفق تصميمات الإضاءة المدروسة تقنيا، وتركز بشكل اكبر على منح فكرة الخيم  الأهمية من خلال تسليط الضوء عليها فنيا. لتكون قيمة مضافة إلى المجتمعات التي تعاني من مخيمات النزوح او مخيمات التشرد، وهذا ليس فقط في العالم العربي. انما في العالم الغربي الذي يزداد فيه التشرد بنسبة مخيفة، وهذا يشكل انفتاحا خارجا عن طبيعة الأبنية السكنية الثابتة والموضوعه ضمن التخطيط الثابت للمدن. اذ تشكل الاضواء النيونية في اعمال «جيمس وايت» استقطابا بصريا لا يرتبط فقط بالخيمات،  وانما هي  اهتمام بقيمة الضوء وحركته والشغف به  . فهل الإضاءة الدائمة في مساحات معينة تحتاج لفن بصري يكسر الرتابة او يجعل من الفكرة تحيا في تصاميم تأوي المشردين؟ 
لا يرتبط الضوء الثابت في الخيمات التي يجعل منها الفنان «جيمس وايت» تقنيات ناطقة بصريا   بالحركة. اذ تستجيب  الاضواء النيونية لجمالية  مساحة منحها الحيوية الفنية للاتجاهات الضوئية التي يشكلها وسط فضاءات اثيرية، ليتناقض مع الفراغ او الأثير الضوئي والحس  الادائي للظل،  وبتوليف  يندمج مع العرض السينوغرافي وابعاده، وكأن كل خيمة هي كائن حي على مسرح لعروضات فنية لها دورها ومكانها ووجودها عبر النقاط التي نظمها وايت. لتكون جاذبة وذات فعالية قادرة من خلالها على محو التشرد بجمال آخر هو السكن المضىء او السكن المركب من فكرة الحاجة الاجتماعية والجمال الابداعي او الابتكاري المنبثق من فكرة الضوء. فنظرية وايت قائمة على التلاعب بالالوان الضوئية اضافة الى منح المادة قوة الضوء لتتواجد ضمن لوحة فنية ضوئية هي مجموعة سكنية في مساحة لا تقل اهمية عن الأبنية من حولها. فهل تصبح هذه الخيمات يوما ما لوحات تشكيلية متحركة او خيم استعراضية؟   
أعمال الفنان «جيمس وايت» (james white sculptor) من مجموعة متحف فرحات.
ض
dohamol@hotmail.com