عادة ما تعود الأقلام إلى مراجع تستند إليها في المساعدة على توضيح القول، يذهبون إلى جهابذة الفلسفة والتاريخ والاجتماع والاقتصاد..
لكن هنا.. والآن، المرجع هو أغنية للمغني الراحل فهد بلّان من تأليف عبد الجليل وهبي تقول كلماتها:
يا أهل الهوى دائماً وأبداً
مكتوب عليهم قلّة الراحة
شبه السفينة بلا قبطان
يجري بها الموج سبّاحة
ماذا لو أسقطنا كلمات هذه الأغنية على واقع البلد اليوم مع استبدال كلمة واحدة هي «الهوى» فبدلاً من (أهل الهوى) لنضع (أهل البلد) فإلى ماذا نصل؟!..
أليس أهل هذا الوطن مكتوب عليهم قلّة الراحة ابتداء من كهول البلد وصولاً إلى شبابه وربما إلى أطفاله، فهل مرَّ في تاريخنا الحديث مرحلة عقود لم نعرف فيها الخوف والتأزّم والنظر إلى ما بعد اليوم بعين الخوف والريبة؟..
كنا نقول ان شباب اليوم علی حظٍ وافر لأنهم لم يعايشوا ما عايشنا.. وإذا بكافة أنواع الرزايا تصيب رؤوسهم (فيلبسون قبعهم ويلحقون بربعهم) ويعانون ما عاناه الآباء والأجداد.
أما الشطر الثاني من كلمات الأغنية فصورة طبق الأصل عن حالتنا اليوم ومعاناتنا مع الطبقة السياسية التي تتحكم بمصير البلاد والعباد..
وكأن الناس في وادٍ وهم في وادٍ آخر..
وكأن هموم من شاء قدرهم أن يكونوا في هذا البلد من البشر هم في (سفينة بلا قبطان يجري بها الموج سبّاحة)..
سفينة يتقاذفها الموج ولا يعلم من هم على سطحها في أي قاع يستقرّون وإلى أي قدر يرضخون؟