بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 آب 2023 12:00ص أين الشعب؟

حجم الخط
كيفما تكونوا يولّى عليكم! فما بالكم تلومون «الدولة» على الدوام وأنتم جميعا من مكوناتها؟...
نلوم النواب والوزراء والقادة والزعماء... ونغفل عن ذكر أنفسنا، نحن الشعب، الذين ما كان شيء مما كان ليكون، لولا اننا كنا غافلين، فلم نفعل شيئا لتصحيح الأوضاع، ورضينا أن نكون كريشة في مهب الريح، تتخاطفنا الأيدي، وتلعب بنا النزوات كما تشاء.
ليسأل كل منا: هل قمت بواجبي؟ هل استطعت أن أدفع الأذى عن وطني ولو بالحد الأدنى؟ وما سبب تقاعسي؟
هل كنت مريضا، فلم أشارك في الذود عن وطني؟ هل ضحّيت بصداقات أو منافع في سبيل إحقاق الحق وإزهاق الباطل؟
هل لديّ إمكانات أخفيتها، أو مال ضننت به، أو شيء من الفهم والإدراك لم استعمله من أجل تقويم ما أعوج من شؤون بلادي؟
هل رأيت منكرا على مسرح الوطن، بطله حاكم ولو محكوما أو غني مقتدر أو فقير معسر، ولم أردع مرتكبه عن عمله القبيح؟
لا أريد أن أظلم أحدا أو اتهم أحدا، ولكنني ميّال الى الاعتقاد بان الذين لم يقوموا بواجباتهم جماهير وقبائل، أكان ذلك في ميدان الذوق أو الأخلاق أو الشأن العام على العموم.
يغادرون وطنهم يوم يمسي في أمسّ الحاجة إليهم. يتركونه وفي استطاعتهم، لو شاءوا، أن يفتدوه بمالهم أو علمهم إن لم يكن بأرواحهم. ويدعون عبء الدفاع عنه على عاتق الفقراء والشرفاء، في حين ان هؤلاء الذين درأوا عنه الشر، يظلون في مهاوي البؤس والجهل والمرض. هكذا يعيد تاريخ بلادهم البائس نفسه بلا جدوى.
إذا شئنا أن نسير بالجسم الاجتماعي الى شيء من كمال الحياة، تحتّم علينا أن نربّي نشئنا على صون التقاليد الوطنية والأخلاقية، وأهمها التقاليد العيلية السوية، لان الحياة الصادرة عنها ميمّمة شطر الألفة والازدهار.

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه