3 آب 2023 12:00ص أين الوزارات ؟!!

حجم الخط
لديّ اعتقاد وثيق بأن وزارات الشباب(؟) والثقافة والتربية, الغائبة عن السمع، يجب أن تسعى لتمحو عن جبهة إنساننا وصمة الحروب والفواجع، وتكون خير وسائط للتعارف والتفاهم ونشر آلوية التصافي والاتحاد، من طريق التربية والعلم والثقافة الجامعة الشاملة المانعة...
الحرب تولد في عقول البشر، فمن الواجب إقامة أسباب الدفاع عن السلام في النفوس أولا. فان عدم التفاهم المتبادل بين شعوبنا، باعث الى الشك وسوء الظن بين الناس، وعامل من عوامل تطوّر الخلاف الى نزاع مسلّح. ان سلما قائما على عقود اقتصادية وسياسية بين الأفرقاء، يقصّر عن إدراك انسجام مستمر صادق بين مكوّنات مجتمعنا. لهذا ينبغي بناء هذا السلم على أسس التضامن الفكري والأدبي بين شعوبنا المشرذمة.
ولا يختلف عاقلان في ان التضامن الفكري والأدبي، رابطة روحية متينة، تجمع القلوب تحت سماء المعرفة، وتبارك المقاصد بيمين المحبة، وتوجه الألباب الى الهدف الرفيع الأمثل، الذي تسعى إليه الفئات المزوّدة كنوز القناعة والوداعة والإيمان بالحق الإنساني والعدالة الإلهية.
فالأدب الحقيقي النزيه، والتفكير القوّيم المصفّى، بمثابة نور وضّاء، يجلو غياهب هذه الغمرة الكالحة، غمرة البؤس والفوضى والتناحر المعيب. فالمتكالبون على أوضار المادة كثيرون، والساعون لاغتصاب الحقوق والاستئثار بالطيبات أكثر. ولاستئصال شأفة الجشع والأذى، لا بد من قيام دولة أدبية تربوية عادلة، تماما كما في بلاد الناس، تستمد قوتها وسيادتها من عنصر الولاء والوفاء والطمأنينة الفكرية، وتبني شرائعها وقوانينها على قواعد القِيَم الروحية والمعنوية، وتمارس دستورها في كنف الأخوة الصادقة والوعي الإنساني والمثل العليا. فمن يكفر بهذه المثل، يكفر بحقه الذاتي، وبحقوق اخوانه وأخدانه، ويسيء الى بيئته ومجتمعه، إساءة قد تؤثر تأثيرا سلبيا، في تطور تلك البيئة وذاك المجتمع.
يبدو ان الوزارات (غير) المعنية المشار إليها سعيدة بامتداد مرحلة الشغور الرئاسي لكي لا تقوم بأية ثورة (ضرورية!) في الذهنية المحلية، وقد حاول الناس في بلاد الناس، منذ أمد بعيد، أن يكافحوا، أقلّه في عقر دارهم، الظلم وإقرار السلم، وصيانة الحرية، عبر مساعي حكومات فعلية فاعلة!!!
يوم يستفيق بعض أهل النفوذ عندنا من سباتهم العميق المتوارث، يليق بهم وبنا أن نباهي بسمو منزلتنا وجلال أثرنا. فهل تراهم يستفيقون؟؟!!

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه