بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 شباط 2024 12:00ص أين بعض «الوزراء» ؟!

حجم الخط
بعد آلاف مؤلفة من المقالات شبه اليومية منذ ١٩٦٨ ، ما زلت على اقتناع بأن عمل المجموع فوق عمل الفرد اهمية، وان مقررات النخبة الواعية من أبناء الامة، إنما تكون نتيجة بحث ودرس وتمحيص وتبادل آراء، واحتكاك فكري، كثيرا ما يحل عقد المشكلات، ويؤدي إلى الهدف المأمول.
يعقدون في بلاد الناس مؤتمرات دورية لشتى المواضيع ،حتى الأدبية منها. ونحن عموما في رقدتنا الطويلة. نكتفي ببعض الاجتماعات الخجولة المغرضة ذات الطابع التجاري اوالطبي.
اعتدنا عموما أن ننطوي على انفسنا، وننكمش في زوايا عزلتنا، ونتغنى بأمجاد دارسة، واحلام ذهبية زائلة.ولو عقلنا لاتخذنا من الماضي موعظة بليغة، ولاعتبرنا بما سجله تاريخنا، من فصول إهمالنا وتراخينا وانغماسنا في توافه الامور والتناحر، ولعمدنا بعد ذلك، إلى العمل المجدي والسعي المثمر. وليس اجدى للامة، من دراسة مشكلاتها الأخلاقية والإنسانية وحتى اللغوية اولا، ومعالجة أمراضها في ضوء المنطق السليم، والصراحة المثلى. والمؤتمرات الجدية خير الوسائل المؤدية إلى إيجاد الداء ووصف الدواء.
للمؤتمرات الأدبية واللغوية تأثير اكبر من سواها، وفائدة أعم واوسع، لأن الكتاب والمبدعين في كل عصر ومصر ،أكثر الناس معرفة بأحوال المجتمع الذين يعيشون فيه، واقدر البشر على معالجة علل خلقية واجتماعية، لو أهمل أمرها، لأودت بامبراطورية كاملة ، إلى هوة العدم والاضمحلال.
مما يؤسف عليه أشد الاسف، أن الابداع الكتابي -ولو ممكننا- وهو صاحب الحول والطول في قيادة الجماهير، وإيقاظ الهمم، وإنارة الافكار، لم يعقد له مؤتمر جامع شامل مانع من قبل «المعنيين» ، يطرح فيه على بساط البحث والدرس، ما يلاقيه في ميدان جهاده، من عثرات وأوضاع شاذة، ينبغي لنا، أن نتكاتف على إزالتها، لنظفر بحقوقنا، ونفوز بصون كرامتنا، وكرامة نخبنا!
إنه لإهمال معيب ، لا يكاد يلفت اي «مسؤول». ولقد أثبتت لنا حوادث الايام، أن من يهمل المطالبة بحقه يفقده، وان من لا يقرع الباب لا يفتح له، وان الام، وهي أبر المخلوقات بطفلها، وأكثرهم حنانا وعطفا عليه، لا ترضعه، إلا إذا جهر بالبكاء.
ها هو إعلامنا ومعظم أعلامنا فريسة أعباء ثقيلة، والآداب عموما تشكو كثيرا من العلل الخطرة، فإذا لم تتداركها بقايا الدولة ، شهدنا مزيدا من الضعف والانحطاط الشامل، وأمست لغتنا وعلومنا الإنسانية في عداد ما لا يحفل به أو يلتفت إليه.
وجهنا، على مألوف عادتنا مع كل حكومة جديدة، خرائط طريق للمتوارين من اعضاء الحكومة الحالية، فهل تضيع هذه «الخرائط» بالتزامن مع ضياع الوطن المتمادي؟

استاذ في المعهد العالي للدكتوراه