بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 أيار 2024 12:22ص إطلاق فعاليات «طرابلس عاصمة للثقافة العربية»

المرتضى: مناسبة لإستعادة طرابلس موقعها على خريطة التنمية المستدامة

الوزير المرتضى يكرم اعمر بحضور الرئيس ميقاتي الوزير المرتضى يكرم اعمر بحضور الرئيس ميقاتي
حجم الخط
طرابلس - اللواء

أطلق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فعاليات «طرابلس عاصمة للثقافة العربية» في احتفال رسمي اقيم في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس بمشاركة المدير العام للالسكو الوزير ولد اعمر، وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى، ونائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، والوزراء في حكومة تصريف الأعمال : الاقتصاد امين سلام ، الدفاع موريس سليم ، الشباب والرياضة جورج كلاس والطاقة والمياه وليد فياض، المطران جوزيف نفاع ممثلا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، عدد من السفراء العرب والنواب والمفتين والمطارنة وحشد لبناني وعربي .
بداية النشيد الوطني، ثم كلمة ترحيب من المحامي شوقي ساسين أكد فيها ان «طرابلس هي امس واليوم وهي حاضنة العرب وخزانة ثقافتهم» .
وألقى المدير العام للالكسو ولد اعمر كلمة قال فيها: «أن الاحتفاء شمل حتى الآن نحو 27 مدينة عربية؛ وتضمن تنظيم معارض الكتب والفنون التشكيلية والحرف اليدوية، وإقامة ورش العمل الفنية والعروض الخاصة بالمسرح والسينما، إضافة إلى المهرجانات والمسابقات والأسابيع الثقافية». 
أضاف:«إن تاريخ مدينة طرابلس اللبنانية الضارب في القدم؛ من الفينيقيين إلى الحقب الإسلامية المختلفة، إضافة إلى موقعها الجغرافي المتميز، ومفردات نسقها المعماري النادر، ومكتباتها العامرة،  كل ذلك يجعل الاحتفاء هذه السنة، بلا شك، بمدينة طرابلس؛ فرصة لإعادة اكتشافها من جديد والتعريف بتراثها وأعلامها؛ استحضارا لماضيها التليد وتطلعا إلى مستقبلها المشرق.

المرتضى

ثم القى المرتضى كلمة قال فيها:» الآن... هنا... يخلع التاريخ عن كتفيه ألقابه المزمنة، ويلبس مكانا واحدا من ستة حروف اسمه: طرابلس. الطاء طيب فضاء وطيبة ناسو الراء روح مدينة حدودها رائحة الجنة والألف إيمان يجابه آلاف التحديات والباء باب يفضي إلى بركات القيم واللام لوحة حق وخير وجمال،والسين سماحة وسلام، فكيف للزمان أن يجد مكانا أرحب وأفضل وأجمل كي يلبسه؟ الآن... هنا... درة المتوسط وغالية لبنان تبسط أحضانها الفيحاء مضافة للعروبة الآتية إليها، بكامل جلالة ثقافتها، لتتوج المدينة عاصمة لها، فتعيد إلى ذاكرة ترابها ما كانته في أيامها الأولى، ذات تلاقت عليها المدائن واتخذتها مساحة حوار، وبنتها العصور منازل على وسع الحضارات، فإذا كل حجر فيها ناطق بلسان، وإذا بها ناطقة فقط بلسان عربي مبين، لا يخطئ مرة في قول السماحة والحق». 
اضاف:«طرابلس اليوم، هذه المدينة التعبى من وقر الحدثان، تدخل بنا إلى فرحها... تتسيد مائدة العرس... وتقول لنا جميعا: أهلا وسهلا، ها أنا شرعت صفاتي أمامكم فخذوها بأرفق ما تستطيعون: 
أنا مدينة العلم والعلماء أنا الحاضرة المملوكية الثانية في هذا الكون، والوحيدة التي لا تزال مأهولة إلى اليوم.أنا حاضنة العروبة وحامية قضاياها أنا الفيحاء حكاية الإنسان والزمان أنا التي يقولني الدهر قصيدة على «منبر من صنع نيسان» أنا التي تكتبني السماء على الأرض بماء الزهر أنا طرابلس... وكفى بالاسم مقالا». 
تابع:«إعلان طرابلس عاصمة للثقافة العربية للعام 2024، حدث في تاريخ المدينة ولا أبهى، يزف إليها، وهي ولبنان والمنطقة في الظروف القاسية التي تعلمون. لن أترك للشجن أن يتسرب إلى مفاصل يومنا الطرابلسي السعيد، لكن لا بد من قول يقين لا يتزحزح، بأنه ينبغي لهذه المناسبة أن تكون فرصة تستعيد فيها المدينة كامل موقعها على خريطة التنمية المستدامة، نظرا لما تحتويه من مرافق اقتصادية  ومقدرات ثقافية، ومن إمكانيات بشرية ذات كفاءات عالية في جميع الميادين. فطرابلس التي احتضنت العروبة ولبنان والإنسان، علينا اليوم أن نحتضنها نحن، لتعلن عن حقيقتها المضيئة، أنها منارة على شاطئ الغد، ومختبر لكيمياء العيش في المعية على ألفة الآخر، زنداً بزند وقلباً إلى قلب، في فضاء الفكر الحر والإيمان السمح ولقاء الإنسان بالإنسان. وهذا بالحقيقة مغزى الثقافة وغايتها، كما عاشتها الحضارة العربية ووزعتها على العالم أجمع. إنها تلك التي تبني الحياة بكامل تجلياتها المادية والمعنوية، وتسعى إلى إرساء السلام بين الأنام على مبدأ «لكي تعارفوا». وهي تشهد اليوم صراعا ملتهبا وداميا بينها وبين العنصرية الصهيونية التي تقوم على رفض الآخر حتى قتله وإبادته وتدمير وجوده. وهذا ما يحدث في غزة والجنوب وغيرهما من بلادنا المقدسة. وإذا كان لجبهات القتال العسكرية مع هذه العنصرية الحاقدة أن تتأيد بعزائم المقاومين وتضحياتهم، فإن المقاومة الثقافية لا تقل أهمية عن النزال العسكري، ولهذا وجب علينا كلبنانيين وكعرب، بعد غزة ومآسيها، أن نعمل على إرساء استراتيجية ثقافية تشترك فيها جميع عناصر القوة التي نمتلك، بما فيها نعمة الاختلاف، وهي في عمقها وجوهرها قيمة إنسانية مناهضة للأحادية العنصرية التي يعيش بها ويقتات منها هذا الكيان المغتصب». 
وختم المرتضى :«بورك في طرابلس وفي اهلها،  مبارك هو عرسها، وأهلا وسهلا بكم ايها الأشقاء الأحبة في  بهو سلطانها وبلاط محبته، والشكر الجزيل لكم على حضوركم ومحبتكم وتجشمكم عناء القدوم الى لبنان في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة،  لا سيما للأخ العزيز معالي الدكتور ولد أعمر والفرقة التراثية الجزائرية عدلان فرقاني للمالوف التي سنستمع بالاستماع اليها بعد قليل، والشكر والتقدير ايضا لمن بذل الجهود فيما مضى لتنال طرابلس هذا الشرف عنيت به سعادة المدير العام السابق لوزارة الثقافة الأستاذ فيصل طالب اطال الله بعمره ومده بالصحة والعافية والسلام عليكم جميعا  ورحمة الله وبركاته.

ميقاتي

والقى الرئيس ميقاتي كلمة قال فيها: «طرابلس أيها السادة، مدينة ليس كمثلها أخرى، هي المسجد والكنيسة، والمدرسة والتكية، والمكتبة والجامعة، والمستشفى وسوق الفقراء، والخانات والحرف، والقلعة والمعرض، والنهر والبحر، والجزر والهضاب، والأزقة والشوارع،والحارات المملوكية والأحياء الحديثة، وهي أيضا المدينة وكل جوارها، من أعلى الثلج إلى أدنى الملح، ومن أبعد الشواطئ إلى أقرب المرافئ. لكن أهم ما فيها نسيجها البشري الذي تتداخل فيه كل عناصر الوحدة الوطنية. فهي مدينة تجذب إليها أهلها وجوارها والأبعدين، وتصهرهم في العيش الواحد، ليحققوا منها وفيها معنى لبنان الرسالة».  (تفاصيل الكلمة صفحة 2)..
بعد ذلك ازاح الرئيس ميقاتي والمدير العام ولد اعمر و المرتضى وسلام ورئيس مجلس ادارة معرض رشيد كرامي الدولي أكرم عويضة اللوحة التذكارية للمناسبة .
ثم وقع الوزير المرتضى مع سفير دولة فلسطين اشرف دبور ممثلا وزير الثقافة الفلسطيني اتفاق توأمة بين طرابلس والقدس عاصمتين للثقافة العربية.