بيروت - لبنان

24 آب 2023 12:00ص إلى المرأة سيروا!

حجم الخط
أيّا كان مجد رجالات السياسة، فان حصة الأسد فيه تعود الى النساء. وهناك بطلة كامنة في كل امرأة.
المرأة ما زالت بركانا خامدا في مجتمعنا. بفضلها قد تتبدّل خرائط الطريق وتنتصب جبال شامخة من التطلّع والاستشراف. وانك لتشهد منهن مفاخر باقية أبد الدهر. يتساوين بالرجال على غير تطابق مميت حتما.
قد تعترض طريق المرأة صعوبات كأداء في حلّها وترحالها، ولكن هذا ليس سوى حافز إضافي لمزيد من الارتقاء والتألّق.
تحمل المرأة العالم بل تصنعه، وما من رجل عظيم لم تكن له أم عظيمة.
تعتلي المرأة المتعلّمة المنابر وتنزل الساحات، فيتجلّى نثرها شعرا، ولفظها سحرا وبيانها آيات خالدات فيها سمو وإشراق، وفيها موسيقى تصدر عن ناي علوي من صنع السماء ولفظ رقراق ينعش الفؤاد ويستنهض الهمم ونغم حنجرة ذهبية ساحرة المنطق خلّابة الصوت. تملك ناصية الكلمة، وتخضع لإرادتها أجمل الأفكار وأروع المعاني وأبعد الأخيلة المتغلغلة في عالم الكواكب.
المرأة السويّة نجم كل ملتقى في سماء الابتكار والنغم الحنون الذي يدخل القلوب فيطربها ويثير فيها إعجابا لا تمحوه الأيام. ليست فاترة باردة ولا دمها دم الزواحف، وليس كلامها رماد مجامر انطفأت نارها بل هو حار مندفع ملتزم ينشد الحق وتحت غلالة من لطف أصيل ودماثة موصولة يتلظى شوقها الى الأفضل.
فإلى المناصب العليا يا صاحبات الفم الذهبي والمبدعات في عالمي البلاغة والصياغة البيانية وملهبات أحاسيس الجماهير. أراكن تقفن على الشأن العام حياتكن وتعطين نسغ شبابكن وملكاتكن على السواء.
ثمر عمل النساء الرائدات مبارك لانه ابن الجهد يدعى، وله اتجاه، به يهتدين ومعه، نقلة نقلة، يسرن مكرّسات سهر الليالي ونور العيون في سبيل مثل الإنسانية وتقدّم المجتمع ونصرة وطننا المنسي ووحدته.
تبني المرأة العالم المنشود على أساس من المدينة الفاضلة وتشيد رؤاها قصورا أحجارها مطامح الناس الى غد أفضل.

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه