بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 تموز 2023 12:00ص الْهَيْزَعَة

(قصيدةُ مُمازَحَةٍ «إخوانيّة»…)

حجم الخط
بمناسبة صدور ديوان المير طارق ناصر الدين «رباعيّات الحُكّام» . الأسماء الواردة في القصيدة حقيقية وأصحابها أصدقاء شُعراء وأدباء وفنانون وأساتذة جامعات ومتذوّقو فنون ، كلُّهم بيننا ، والقسم الأخير تَذَكُّرٌ لأحبّةٍ راحلين .

———————-
الميرُ آتٍ من ضجيجِ المَطبَعَةْ
  ضحكاتُهُ  بين  الأحِبّةِمُسْرِعَةْ
فإذا الْتَقيتَ به  فحَيِّدْ  فَشْخةً
يبدو جَنابُ المِيْرِ .. رَكَّبَ أَشْرِعَةْ
وتقولُ خَيراتٌ أيا  مِيرَ  الرِّضا
هذي «الرباعيّاتُ»منكَ مُفَرْقِعَةْ
ومَهى تخافُ من الذبابِ وأهلِهِ
من أينَ  نأتيها  بمقعَدِ  قَوقَعَةْ؟
وقُصَيُّ مشغولٌ بغُوغلَ مَنْ يسَلْ
  يرنُو  إليهِ .. مُوشِكاً  أنْ  يلسَعَهْ
ويريد  إسماعيل أن  نزهو  بهِ
  إنْ قال فينا «يا جَمَلْ يا بُوبَعَةْ»
ومُرادُ  أستاذٌ  يُذَرْذِرُ  شَعرَهُ
  كَثُرَ  «الذكاءُ» عليهِ  حتّى  «صَنَّعَهْ»
عبْدٌ  لهُ  صَوتٌ .. يُجَرِّف قَرْيَةً
في مَنطقٍ  يدعوكَ  .. أنْ لا تَسمَعَهْ  
وسَليلُ  حَمدانٍيراقبنا  كمَنْ
 في كلِّ ما نحكِيهِ يُدخِلُ إصبَعَهْ
وطلالُ يجلسُ صامتاً مستوحشَاً
فكأنّه  متوَجّسٌ  أن  تَقمَعَهْ
ويدورُ  نوفلُ  صَيْدَلانيَّ الهوى
  يعطي الدواءَ ولا يوَفّر مبضَعَهْ
ويجيءُ فيصلُ..لا يجيءُ وإنّما
 يأتي  خَيَالٌ منهُ  يحفظُ موقِعَهْ
والأخُّ  ناجي  رابطٌ  مستَنفرٌ
 صارت قصائدُهُ تشكّلُ  مَفْزَعَةْ
و»الشُّوق» شَبٌّ  بالنميمَةِ  طاحشٌ
صاحَتْ نساءُ الفُرْنِ  «yes” .. ما أروَعَهْ
وبوَزْنةٍ .. في «المركزيّ» ،شِعارُنا  
 يَدُكُمْ  لِخَيرِ مواطنيكُم  مُبدِعَةْ!
وعُلومُ  أسعدَ  جمّةٌ ..لكنْ لِمَنْ
علْمٌ  سَيَلقَى  كلَّ  يومٍ  مَصْرَعَهْ
ومحمّدُ الآتي  يُخاصِرُ  فاديا
 سَهْلُ البقاعِ  إِذَن .. يرافِقُ  زَوبَعَةْ!
وحسينُ يا بْنَ صفِيِّ كُلِّ دِيانةٍ
 كَفّرْتَنا  بالفلسفاتِ  مُجَمَّعَةْ
هذا  نِهادٌ  ما  يكاد  يزورُنا
  حتى يَضيقَ كما تضيقُ المُرضِعَةْ
ورشيدُ جَزّوا  مالَهُ  في  مصرفٍ
ويكادُ في الطرقاتِ يسكبُ أدمُعَهْ
والفهدُ يا  وَيلاهُ  يرقصُ  لاهِثاً
 بيتُ  العَتابا  من  زمانٍأوجَعَهْ
والشاردُ  الحَمّودُ  باريسٌ  لهُ
 لكنْ يُفضّلُ عِيشةً في المزرَعَةْ
وبهيثمٍ  لا  بيتُ  شِعرٍ  عابرٌ
 إلّا  بسكيّنِ  الفَذَالِكِقَطَّعَهْ
عِمرانُعفريتٌ  تلوّنَ  لَوحةً
  فإنِ انْتَقَدْتَ .. فإنّ  قَتْلَكَ  شَرَّعَهْ
ومواهبُ  القعبور  ترصدُ  كوكباً
يعطيهِ  موسيقى .. ولكنْ  ضَيَّعَهْ
عَلَويّةٌ  كتبتْ  روايتَها .. ومَن
  يكتبْ روايتَهُ .. ستضربْ  مَرْجِعَهْ
ونوالُ  راغبةٌ  بنَيْلِ  ثَنَائنا
كجميلةٍ ، لكنّها .. مُتَمَنِّعَةْ
وخليلُ .. أين خليلُ ،كم نشتاقهُ
تركَ  الخرابَ  لَنا .. وغَيَّرَ مضْجَعَهْ
ورفيقُ يختارُ  ابتعاداً  دانياً
  سَبْعٌ .. ويَحْذَرُ  أنْ يُقاربَ  مَسْبَعَةْ ؟
يا ملتقى خيراتِ شَتِّتْ شمْلَهم
  واشْرَبْ عليهِم كأسَ  هَجْوٍ  مُتْرَعَة
وليَرحلوا  في  الأرضِ  مثل  قبيلةٍ
 مهزومةٍ .. تُجري  احْتِفالَ الهَيْزَعَةْ  !
ولْتُقْفِلي  خيراتُ  هذا  المُلتَقى
ولْتَنسُفيهِ… منَ  الحدودِ  الأربعَةْ !
*****
أمّا  الذين  مضَوا وطال رحيلُهم
  فمكانُهُمْ  رَحْبٌ.. وذِكْرُهُهُمُ  دِعَةْ
ذاكَ  العِصامُ  زعيمُهُمْ  لمّا يزَلْ
 مِنْ  كلّ  طاولةٍ  يؤلّفُ صَوْمَعَةْ  
حسَنٌ  يُدخّنُ إصبعاً … من إصبَعٍ
 بيَدٍ  عن  التدخينِ  كانت مُقْلِعَةْ  
ويعودُشحرورُ المنابرِمُتعَباً
وقصيدةٌ  بجَناحِهِ  حضَرَتْ  مَعَهْ
ويُطِلُّ  حسّانٌيذكّرُنابمن
قد  كانَهُ ، ويغُبُّ كأساً  مِنْ  جِعَةْ
وإذا عَلِيْ ، نُكَتَاً  حَكَى فبِهِ ارْأفُوا
فلقد  تطَمّنَ  أننا  لن نمنَعَهْ
وكذا شِهابٌ حينَ  يطعنُ  أُمّةً
بعمائمٍ .. وبأيِّ  رُقْعَةِ  قُبّعَةْ
ونعيمُ  مِثْلُ الجَمرِ  كاظمُ  غيظهِ
حين الجدالُ المُرُّ  يصبحُ  قَرْقَعَةْ
ويغَصُّ  داوودٌ  ببَلْعَةٍ  «وِسْكَةٍ»
لَوْ  جِيءَ بالدّنّ اشتهى أنْ يَبلَعَهْ
وبلالُ  نادى في الجميعِ  مُحَمْلِقاً
  لِيَسُبَّ «نُوّابَ»  الزمانِ  الإِمَّعَةْ
كانوا  وكُنّا  في الحياةِ ، ومَن يكُنْ
هَاوي  حياةٍ  فلْيُهَدّيءْ  مَطمَعَهْ
هَذي  حياةٌ  لا  يُصَدِّقُأَمْنَها
إلّا  غشيمٌ  ظَنَّ  في البَلْوَى  سِعَةْ
والغُشْمُ في  فهْمِ  الوجودِ  مُعَلّقٌ
في  مَن  برقْبَتِهِ  الحِبالُ  مُدَلَّعَةْ
فإذا  تَمَادَى  فاتْركُوهُ ، وبعدَها
 لِجَمَالِهِ  . . . حُطُّوا  عليهِ  البُرْذُعَةْ!

(ألهَيْزَعَة : لُغَةً ، هي اختلاط أصوات وفزع واضطراب في حالة حرب ) …