بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 أيار 2023 12:00ص الإبداع من وراء البحار!

حجم الخط
الإبداع اللبناني في المهاجر، زينة تاريخنا الوطني المأزوم، الذي ينبغي أن يتجلّى غذاء لشعورنا الوطني. والشعور الوطني هو أول دافع للمبدعين بما يخلّد ذكرهم تحت كل سماء فيقرأ لهم الشباب وقد يتخذون منهم ومن دررهم المثل العليا والقدوة الحسنة.
ما زلنا نودّع الحالمين بالحريات ونستقبل حصرا أولئك الذين غلبهم الحنين الى حفنة من التراب أو ضمّة حبيب. ومما يبعث على أشدّ الأسف والألم، أن نرى «وزارات معنية» تهمل في ما تهمل، هذا الواقع وما يترتب عنه من ضرورة تغيير في المناهج والأذهان. هكذا، تضيع معالم من تراثنا، في حين يتلهى «مسؤولو» آخر زمان بانشغالات هامشية وشكلية كتحقيق مطلب نقابي أو عدم تحقيقه والتذاكي والتكاذب. لا تحفز هؤلاء الأشباح سوى رغبة الكسب وتحصيل الغنائم وحب الظهور الأرعن. هذا، في حين يندمج تقنيو بعض الجامعات في بيئاتهم المضيفة.
سعيت خلال تدريسي الجامعي في أوروبا بالأمس البعيد، ثم أخيرا في بلاد العم سام، ان أعبر الكتابة اليومية الى أدب الأعماق وكتاب الإنسان ومتغيّرات النفس البشرية. هذا قدر معظم المبدعين اللبنانيين: يولدون من تفاعل اثني-ثقافي و/أو تداخل مذاهب، ثم يعيشون في قلق وجودي... فيجمعون بين هذه الروافد، ويميلون الى تجسيد الأنسنة المصفاة. ذلك انهم حلقوا الى مهاجر في جزائر المعرفة والطمأنينة...
لا خلاص للإنسان إلّا بخروجه من ذاته، ولا خلاص من الصراعات الصغيرة إلّا بالارتقاء الى مرتبة الإنسان. فمن لهذا الارتقاء في صفوف رجال معرفة وأفق متعدد ودماثة صلبة وإبداع جمّ؟

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه