عادت روح صديقتنا جيزيل خوري إلى خالقها بعد حياة قصيرة كرّستها للإعلام والنضال في سبيل الديمقراطية والقضية المقدّسة، وانضوت خلالها إلى حركة اليسار الديمقراطي إلى جانب شريك حياتها ذي الوالد الفلسطيني والأم السورية، المجاهد سمير قصير، الذي اغتالته يد الغدر في ٢ حزيران ٢٠٠٥. وقد ظلت تعلّق صورته على صدرها وساما مدة سنتين بعد رحيله.
كانت الفقيدة ذكية الفؤاد، عالية الثقافة، تقرن الحزم باللين، والحكمة بالإقدام، وتعتمد في ما تقوم به من أنشطة، الوداعة التي حبّبتها إلى عارفيها والعاملين معها، فوثقوا بصائب رأيها وواسع خبرتها على صغر سنّها، وراسخ مناقبيتها.
أشركتني في بعض إطلالاتها التلفزيونية، فوجدت إلى جانبي رجاحة العقل ونبل الخلق وعلو الثقافة وعميق التقى، على ابتسامة مشرقة محبة وأملا.
اعتزلت الحياة العامة تحت وطأة المرض، فقضت الفترة الأخيرة في تأمّل وصلاة، وانتظرت اليوم الذي تغمض فيه عينيها عن أنوار الفانية لتفتحهما على أنوار الأبدية. ولكن، هل ترانا نشهد في الحقبة المقبلة ما تاقت إليه هي وشريك حياتها وسائر قومنا، من تحقيق للانتصار النهائي على واقع الاستكبار والغطرسة في جوارنا وتحت كل سماء؟
أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه