بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 حزيران 2023 12:00ص الإنقاذ!

حجم الخط
يوم خلق الله عالمنا، جعله مترامي الأطراف ليتسع لكل الكائنات بلا إستثناء. لذا، ان أروع ما نورثه ولدا هو أن نتيح له شق طريقه في الحياة والوقوف على قدميه يوما بعد يوم.
فتياتنا ينبغي ألا يسعين حصرا لتجميل مظهرهن وارتداء الملابس القشيبة. فهناك فئة ذات حاجات خاصة شأنهن مساعدتها، والعالم برمّته في أمسّ الحاجة الى قواهن المتمرّسة الفاعلة.
ينبغي رفع مستوى المعيشة ليس لدى ذوي المهارات وحسب، بل أيضا في صفوف من لديهم ما يقدمونه وما من فرصة متاحة لهم في سبيل تحقيق مراميهم.
بعض عمالقتنا ابتدعوا على أرض الوطن وتحت كل سماء تاريخا مشرّفا وإن في المستوى الفردي الحدسي. ومن الخطورة ان هذا التاريخ قد أمسينا أقزاما في استحقاقه وإكمال مسيرته. تجاهلناه صغارا وعجزنا عنه عندما اشتعلت رؤوسنا شيبا. وفي مرحلة الكهولة المتوسطة بتنا أشبه بالشعراء الملاعين نستشف في حادث عرضي خبرا سارا كالوميض في العتمة الحالكة، في حين ان حفنة من مبدعينا الصامتين يبدون كما كهنة الإغريق يصغون الى عرافة «دلفي» أو رهبان بوذيين يأخذون غلاة الحالمين الى «باغودا» اعتراف.
كبار الأرومة اليوم، يتحتم عليهم أن يشغلوا ضمائرهم فيقررون التغيير ويتوسلون التنفيذ في إطار من ثورة بيضاء تركن الى توصيف الحالة و/أو إحالتها، عبر أسلوب إنشائي و/أو تقريري، على ما يبث أجيالنا الروح النقدية البنّاءة، استنهاضا للهمم الراقدة رقدة أهل الكهف.
وبعد، ان الذين سيدمرون العالم كله ليسوا فاعلو الشر، وإنما هم الذين يرونهم ولا يحركون ساكناً!

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه