بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 أيلول 2018 12:02ص البنية الفيزيائية للألوان في أعمال الفنانة الأميركية ربييكا

حجم الخط
تبرز البنية الفيزيائية للالوان في اعمال الفنانة الاميريكية «ربييكا وورد» (Rebecca Ward)  من خلال الخيوط الضوئية التي تتلاقى عند عدة نقاط توزعها جيومتريا للتلاقى الفني بين النحت والرسم، وبنسج بصري تتباين فيه خطوط اللون المتنوعة بتحولاتها الثلاثية الابعاد، لاشكال توحي بالتمثيل الهندسي للالوان،  كرقائق ضوئبة متلونة عاكسة للفراغات. لاضفاء الطابع الهندسي بتكافؤ مع تصنيف الفواتح والغوامق،  واللعب بالمعايير الخطية للالوان عبر فضاءات تحتوي على الوان مختلفة، ومتوائمة مع التشبع الانعكاسي للالوان الاخرى بحيث كل لون يعكس طيفه على الاخر.  فينسجم الشكل مع المساحة  او تبرز الاشكال الاخرى بحيوية الالوان جميعا مع الطيف المرئي المثير للحس الفني وكثافات الخطوط المتطابقة مع بعضها البعض. اذ تبرز الخطوط المائلة او ظلها كأنها اشعة ضوئية تخرج من بعضها بفن جيومتري يجعل من انسجام الالوان موضوعا فنيا تتفاعل معه الحواس بصريا، لتحفيز تحديد الاشكال المنبثقة عن خطوط الالوان او استكشافها فيزيائيا عبر التنبيه الضوئي المؤثر على الفواتح والغوامق من الالوان وتأثيراتها الادراكية على الرؤية البصرية وفق عدة اشكال. فهل تكشف تركيبة الالوان في الاعمال الفنية عن فسيولوجيا رؤيوية خاصة؟ 
ما بين الانحراف اللوني والضوء هوامش بصرية تظهرها او تستكشفها «ربييكا وورد»  بفن فيزيائي مثلثي ذي خطوط ناتجة عن الاتجاهات ووضوحها البصري الذي يصعب التقاطها بسرعه مادية وحسية. الا انها تتجلى منفردة لتجتمع التفاصيل عند نقطة واحدة يستجمعها البصر بجمال فني يؤدي الى ترجمة استراتيجية العمل او فنيته المدروسة بدقة تنبع من خصائص الضوء. اي لكل لون ونسبة تدرجاته من نقطة البداية الى النهاية، بمعنى اختلافاته وتغيراته وثوابته. اذ تثير ربييكا من خلال توزيعها القوة المدروسة للاحساس بأهمية اللون في الشكل الهندسي، وكأنها تشير الى السلوكيات الانسانية واضدادها وتناقضها الضوئي من الاحمر والبرتقالي والاصفر والاخضر والنيلي والبنفسجي، والتي لا يمكن تغييرها عند انكساراتها المتعددة في الشكل الذي تقدمه «ربييكا وورد» كنموذج لالوان جديدة تنتج عن تصميم مدروس فيزيائيا تبعا لاعادة احياء الالوان ووضعها تحت مجهر الضوء فنيا. 
تنتج اوزان الالوان في لوحة الفنانة «ربييكا وورد» ترددات بصرية نابعة من نقاط التوازن واتجاهات الخطوط المنبثقة عنها، وكأنها بيانات لانعكاسات اضواء الالوان على بعضها البعض بمعنى ما ينتجه اللون من تقارب مع الالوان الاخرى وضمن الاشكال المتداخلة وفق درجة انحراف او وفق الخط المائل الواحد والغموض الذي يعكسه على مزيج الخطوط ونسيجها الضوئي بتساو في الانحراف كالمرايا التي تعكس الضوء. انما هنا هو انعكاس بين نقطتين او بين لونين هما النموذج الحقيقي لبقية الالوان الاخرى. 
توحي الاشكال اللونية في لوحة الفنانة «ربييكا وورد» بالاطوال الموجية وهويتها المتوالفة مع التدرجات المصقولة بالاختلاطات الثلاثية الضوء والفراغ واللون. اذ تكشف الخلائط المضاءة عن استرسال الظل في خلق تموجات ذات تأثير اساسي في تكوين الاشكال والموجات ذات السمة الفيزيائية الواسعة الحركة بصريا. لخلق وجودي للون كي يستغل في التكوين الفعال من خلال نسبة الضوء الخاصة به وبالتالي يؤدي التجانس مع الالوان كلها نوعا من التشابه وان هيمنت الاطوال الموجية مع الاشكال الطيفية عبر المسافات الفاصلة بين لون ولون  او من خلال الترتيب البياني للالوان في اللوحة وفروقاتها تبعا لفوق وتحت والوسط او البؤرة المركزية وشحنات اللون البصرية، وكأنها تتغير من سالب الى موجب وهي ثابتة لا تتحرك. الا انها تتصل بالضوء ودرجة انحرافه عن الشكل. فهل تؤثر صفات اللون الحسية على البصر ذهنيا؟ ام هي لوحة تشكلت من نظريات نيوتن؟ 
اعمال الفنانة الاميركية (Rebecca Ward) ربيكا ورد.

dohamol@hotmail.com