16 تشرين الثاني 2023 12:00ص الرئيس المنشود!

حجم الخط
نريده يعمل لوطنه أولا وآخرا، لتنظيم الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية فيه، ولو لقي على ذلك مقاومة الدخلاء وأذنابهم. نتمنى أن يكون له لبلاده شعور وطني فيعمل لخير الأرض، ويتطلّع إلى ما هو أسمى من البلد، بنظرة العاقل المفكّر والاجتماعي المدبّر. يدرك أن الحرية معدومة وان الثقافة مدفونة أو مهاجرة. وينتهي إلى أن شعوبنا لا تعمل متكاتفة ولا تسعى متآخية ، وهي مفككة الأوصال فقيرة بالمبادئ والرجال. نريده يرى في اتحادها قوة، وفي اجتماعها حول الدولة دعامة. يفكّر بثاقب نظره، ويبدع بواسع ثقافته واسطة للاجتماع والتفاهم في سبيل نضال موحّد وحرية شاملة على السواء.
يعالج الرئيس المنشود في اتزان ورويّة مشاكل شعوبنا ويحلّل أمراضها ويصف الدواء الناجع لها في صراحة، وأسلوب جذّاب مشوّق، على طراز الروايات والملاحم. يطوف حول الحمى يهيم بالوطن وأهله.
يعرض الرئيس المنتظر لأسباب الخلل النازل والجهل الواقع، وينذر الأمة وحتى «النخب» الاجتماعية والثقافية، بشرّ العاقبة وسوء المصير، وينحى باللائمة على «الزعماء» وحتى العلماء... لتقاعسهم على الاتفاق والسعي متحدين للنهضة.
هكذا تنهض الشعوب: يوم يدرك كبار المسؤولين أنهم ليسوا سوى خدمة للشعب وليس العكس. هكذا يشتهر أمر الرئيس وتتشوق الأنظار اليه، وتتعلق القلوب به، ويصبح علما من أعلام الحرية والفكر في وطنه ودنيا الشرق...
هل يكون حظ الشرفاء العقلاء من هذه الأفكار البديهية، قليل، فلا يستمتعون بثمرة جهادهم شبه المجاني، ولا تكتحل عيونهم بمرأى الحرية (المسؤولة) تخيّم عليهم وعلى سواهم؟
هل يكتب على أمثال هذا الرئيس المنتظر، أن يحفظ التاريخ أسماءهم بحروف من ذهب، بعد أن ترسل شعوبنا الرحمة على أرواحهم الطيبة الطاهرة؟

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه