بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 كانون الثاني 2024 12:00ص المبدعون والحرمان

حجم الخط
إن ظاهرة الحرمان التي تطبع حياة أكثر المبدعين، تُثير جملة تساؤلات عن الأسباب التي رمت هؤلاء على أرصفة الحاجة وذلّ السؤال عن لقمة خبز أو ثمن علاج من مرض! ففي هذا الزمن وفي كل الأزمنة تطرح قضية الإبداع والمبدعين في عالمنا الثالث، واللافت إن قضية حياة هؤلاء وحاجاتهم عندما يتقدم بهم العمر، لا تلقى الإهتمام من الجميع على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم، وإذا استثنينا العدد القليل من المبدعين في بلادنا لوجدنا أن الأكثرية الساحقة تعاني من فقدان الحدّ الأدنى للعيش بكرامة .. ويبدو أن عقلية القرون الوسطى تأبى علينا أن ندلف مرحلة التحليل العلمي للواقع والنظر إليه بمنظار الإنسانية والواجب وحق هؤلاء الطبيعي في العيش الكريم بعدما قدّموا للمجتمع وللإنسانية أجمل القصائد والألحان والأفكار والتأملات وكل ما يساهم في تقدّم الإنسان واحترامه لقِيَم الحق والخير والجمال .. ومن المستغرب في ظل الظروف القاسية استمرارهم في العطاء والإبداع! ولا بد أن نعترف أن بعضهم إبتعد عن الموهبة الأدبية والفنية الى حيث المال ووظّف معرفته في خدمته؟ وهذه ظاهرة تثر الخوف والقلق في عصر تتهدّد فيه كل القِيَم الإنسانية والأمثلة أمامنا وليست بحاجة الى تحليل أو تفسير!
وخلاصة القول إن أكثر المبدعين يعانون من شظف العيش وقسوة البحث عمّا يؤمّن لهم الحدود الدنيا من الكرامة الإنسانية، ومثالنا على ذلك الشاعر الكبير بدر شاكر السياب الذي لم يجد في جيبه ثمن الدواء! والذي لولا بعض الكرام لما استطاع الدخول الى المستشفى! والأمثلة كثيرة وكثيرة جداً.. ومما لا شك فيه، إن عدم الاهتمام بهم من قبل الوزارة المختصة أي وزارة الثقافة سيبقيهم الى ما شاء الله أسرى لذلّ السؤال والتملق لفلان أو علان من أصحاب رؤوس المال... كما علينا أن لا نلوم المتنبي لأنه مدح كافور الإخشيدي..