بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 أيلول 2023 12:00ص المدرسة... المدرسة!

حجم الخط
أين مدارسنا تستقبل الطلاب بملء العطف والحنان، كما تستقبل الأم الرؤوم أبناءها، وتمدّ لهم يد العون ليتجهوا الى الأمام ويغرفوا من ينابيع التربية والثقافة ما يجعلهم أعضاء نافعة في جسم مجتمعنا وفي المجتمع عموما؟
أين الوزارات الغائبة تضيء لأجيالنا الصاعدة فعلا طريق الحياة، ليستطيعوا أن يشاركوا في خدمة أمتنا التي تكاد تخسر هويتها ورسالتها؟
بالعلم والأدب يمكن الوزارات الرشيدة أن تؤدّي واجباتها على أفضل وجه وأنبل قصد، بعيدا عن أشتات من المعلومات التي تملى على طلابنا البائسين أساسا؟
أنّى لطلابنا أن يفيدوا من مدارس طغت عليها الكآبة والعزلة؟ أنّى لهم أن ينصتوا الى رنين الجرس يدعوهم الى استقصاء خوافي المعرفة في حين تحجب تلك المدارس عن عيونهم تلك الابتسامات التي ترتسم أساسا على شفاه المكلّفات والمكلّفين تدريسهم وزرع بذور الثقافة في أذهانهم الطرية؟
طلابنا لا يتمنّون إلّا أن تنطوي أيام التدريس المعدودة في سرعة ليعودوا فيرتمون في غياهب الضجر والرتابة ويحاولون تعويض عطش قلوبهم من معين حنان فقدوه حتى في منازلهم، للانكباب على توافه الأمور والمادية الجوفاء الرعناء.
يعيش شبابنا في نفق بعيد الغور وأمامهم مدراء ومعلمون يبحثون عن الحد الأدنى للأجور... بعيدا عن الانشغال بتنشئتهم كمواطنين صالحين بل كبشر أفاضل.
من تراه دخل في روعه ان وزارات التربية والثقافة والشباب المشرذمة... هي غير سيادية؟ أنّى لأمتنا أن تكون حاضرة فاعلة، وهذه الوزارات واجفة مرتجفة لا قرار لها ولا رأي؟ هل يدرك بعض النافذين عندنا ان سلطة العقل في ما يأمرنا به تفوق سلطة السلطان ولو بعد حين؟

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه