بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 تشرين الثاني 2023 12:00ص بأيِّ حالٍ عدتَ؟

حجم الخط
مع عيد الاستقلال المتقدم هذه السنة في مزيج غريب عجيب من العنف والحيرة والترقّب، نرجو أن تبدأ أذهاننا تتفتّح فعلاً على آفاق الوعي الوطني أولاٍ. نتمنّى أن تأخذ أفكارنا تستضيء بنور الحق الذي لا يتجزّأ والحرية التي لا تحدّها إلّا حرية الآخر، وحبّ الكرامة الفطرية قبل أي انتماء ايديولوجي حتى ديني، والإيمان المستنير بوحدانية الوحي الإلهي ينبغي أن تتحفّز هممنا، كلّ في مجال فكره وعمله، للوثوب والانقضاض على جميع الذين قيَّدونا بسلاسل الظلم، وعملوا لخنق لساننا الحبيب وكمّ الأفواه، وتفريق كياننا الواحد في العمق إلى شِيَع وأحزاب أناوية - فردية أو جماعية - بإسم شعارات عكّز عليها بعضهم موسمياً لتعزيز مكانتهما الجوفاء وحجم جيوبهم التي وضعوا الجوفاء فيها ضمائرهم.
ولا بدَّ لهذه اليقظة الوطنية - الإنسانية التي هي أساس استقلالنا الناجز، من قادة خلصاء أوفياء بسلاء، يجمعون الشمل، ويوحّدون الصفوف، ويسيرون فعلا في الطليعة، ليزكّوا نار الحمية والحماسة في قلوبٍ متعطّشة إلى الانعتاق من رِبقة الاستبداد المرير، وليقودوا جحافل الأباة الناقمين، إلى حيث يحطّمون أصنام الغطرسة البغيضة والعظمة الجوفاء.
في زحمة الفوضى الاجتماعية والسياسية الصارخة، ينبغي أن تشتدّ معارضة الساخطين على الوضع السياسي الشاذ، ويطلّ من أفق الإنقاذ المرتقب، مصلحٌ صادق ينتمي أولا إلى وطنه المبدئي والنهائي، وعربي حضاري صميم، يألو على نفسه أن يناضل في سبيل كل حق وطني طعين والحرية الموثقة، ولا يبالي بعد ذلك، عاش أم مات، فحياة الذلّ موت، وميتة العزّ حياة، والمناضلون المجندلون على أقدام الواجب الوطني والإنساني أحياء خالدون عند ربهم يُرزَقون.
هل نستشفّ هذه السنة فعلاً بوادر حركة جديدة مباركة تقوى وتشتدّ وتسود ربوعنا كلها، وبذلك تغتبط أرواح جميع المناضلين على اختلاف مفاهيمهم لمعارك التحرير والإصلاح؟ نرجو ذلك من صميم الفؤاد، وكما نكون يُوَلّى علينا!

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه