بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 آذار 2024 12:00ص بصمات

حجم الخط
مما لا شك فيه أن الشاعر هو مرآة ناسه وشعبه ووطنه وهو مرآة صادقة مرتبطة بالأرض وبالناس، الذين يحلمون بشمس ستشرق مهما تلبّدت السماء بالغيوم السوداء، ففي الزمن المعجوق بالصخب والرافض للواقع المرّ، لا يضير الشاعر أن ينتمي إلى الأكثرية «الساخطة» وأن يُطلق العنان للبركان الجارف من التساؤلات، وهو شفّاف وصادق، كلماته دفق قلب يذرفها قطرة قطرة، ومبدع متفرّد ببساطة وشموخ، وهو يعتبر أن الكتابة ستظل هي القمم العليا وزاد النفس والقلب والعقل، وستظل على كرتنا الزرقاء الجميلة ينابيع الأمل، وسيظل المشاعر ذلك الإنسان الصادق الأنّات والرنّات الذي يرافق الليل ويهيم مع النسمات والمتيّم بالطبيعة البهيّة التي تغدق عليه أجمل الصور، والثائر الرافض للظلم في كل مكان فنراه يستجيب لصوت أخيه الإنسان في أقصى أقاصي الأرض داعياً إلى تحرّره وخلاصه من الاستعباد والاستبداد.. ومن صخب الصباحات الدامية في المدن الحزينة، وهو يرافق الصراخ المتعملق في الأفواه الملتصقة على الوجوه الكئيبة من غبار الأرصفة وحنين الأرض للمطر... وهو يقف شاهراً سيف الكلمة.. يحارب بالحرف ويطلق رصاص الكلمات من فوهة يراعه.. الى جانب هذا، لا بد أن نعترف بأنه المتميّز بلغته الأصيلة النابعة من التراث الدائرة في فلك الحداثة، وهو المجدّد.. موسيقاه رائعة، جرسه رنّان، عملية البوح عنده منظّمة، وهو الى جانب ذلك متمكنٌ، يعرف ماذا يريد.. ومدرك بأن إيصال الفكرة من قصيدة لا بد أن تمرّ عبر مستويات مختلفة متنوعة من البشر، لذلك نراه ينساب كالماء الرقراق والنسيم العليل، مدغدغاً الحواس، هامساً للعقل موشوشاً الإنسان وقيمه السامية وتاركاً بصماته عليه.