بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 آب 2023 12:00ص بين الخلق والإبداع!

حجم الخط
خلق الله البهيمة لتبقى على حالها، وخلق الإنسان لينمو ويتطوّر. خلقهما من عدم، وراح الإنسان يحاول مزاملته في أنه يبدع أي أنه يخلق وإنما انطلاقا من شيء ما. فلندع إذا المرأة تنمّي قدراتها الذاتية لتبدع ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.
بلا معاناة، لا يعيد الإنسان النظر في كيانه، لانه المنحوتة والنحات معا. وكل إنسان يختزن ما لدى السلف والخلف على السواء. يرث ماضيه ويبتدع مستقبله.
نصوغ حياتنا على مرِّ الزمان ونصوغ أنفسنا، حتى الممات. خياراتنا مسؤوليتنا.
حياة الإنسان يؤطرها المحيط والوراثة وتقلّبات المناخ، ولكن، سرعان ما يسير حياته وكأنه يقول: أنا الآن كذلك وهكذا ينبغي أن أكون غدا. الأم تلد طفلها ولا تني أيضا تجدد كيانها. شأن وحيد يمكننا أن نطمئن إلى تحوّله وتبدّله، وهو ذواتنا.
الإنسان أضعف الكائنات في تأثره ببيئته، ولكنه كائن مبدع أولا. الالماس يقطع الالماس. ولكن، لا شيء يقطع اندفاع الإنسان الحيوي. قوته في طواعيته وابداعيته. ألق به أينما أردت، تشرع أمامه أبواب الابداع والتجدد الموصول. طموحه أولا أن يبدو عظيما في عيني نفسه وأمام محكمة ضميره. أما إذا خلق شاعرا، فحق له ما لا يحق لغيره. وهناك تمايز الأبطال والأولياء حين يثورون. أما إذا فاتت البطولة أو الابداع الأحياء، فلنبحث عنهما في ضرائح شهداء الواجب والمبدعين، لأن فيهم من الحياة ما بخل به الأحياء.
أبطال البشرية ومبدعوه أئمة في الأمة وقادة عظيمو النفوذ في الألفة والازدهار، لا متحكمون فيها تحكم الطغاة الفاسدين. وقى الله عباده شرّهم!

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه