بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 حزيران 2023 12:00ص تَفَضّلْ يا حسَن

(إلى الشاعر حسن العبدالله في ذكرى رحيله الأُولى)

الشاعر حسن العبدالله الشاعر حسن العبدالله
حجم الخط
تفضّلْ إلى حيثُ اسْتَعَدْناك يا حسَنْ
هُنا كلُّنا حَيرَى الدخولِ إلى الوطَنْ
وحرِّك بِنا الطفلَ الذي فيكَ إنْ حَكى
 لنقرأ منهُ ما تراءى.. وما كَمَنْ 
لكَ اللهُ لم تُغْضِبْهُ في حقّ نملَةٍ
 وفي السرّ قُلْتَ القولَ إيّاهُ في العَلَنْ
إذا كنتَ يا «راعي الضبابِ» خطَفْتَنا
 إلى نزهَةٍ طارت منَ المَهدِ للكَفَنْ
فقد جئتَ بالأَخبارِ عنكَ غريبةً
 كما جاءَ سكرانٌ بتركيبةِ السُّنَنْ
وفي نزَقِ الطيرِ الغضوبِ رفَضتَها مقاديرُ ما رَقّتْ ولا جَفنُها سَكَنْ 
وكنتَ «الأنا» من دون تجريحِ صُحبَةٍ 
 كأنّكَ في ذَوقِ البلاغةِ مُمْتَحَنْ 
شبابُكَ صخّابٌ... كهولتُكَ الوغَى
 فشَيخوخةٌ مِنْ نورُها قلبُكَ اخْتَزَنْ 
فإنْ كان ربُّ الشِّعر يَذْكُر شعبَهُ
فذِكْرُك لا يَمحوهُ لَيلٌ ولا دِمَنْ
جميلاً ستبقى مِثْلَ عينِ طفولَةٍ
 تردُّ بها عن شِعركَ الخوفَ والوَهَنْ
أُحَيّيكَ هَذي باقةُ الوردِ من يَدي
وأنتَ على وَرْدِ القصائدِ مؤتَمَنْ
تموتُ فتَحيَا في حِمَانا محبّةٌ
وغيرُكَ يَحيَا لا يُفَرَّقُ عن وَثَنْ !
تقولُ الثمانونَ انْتظرتُ ولم يَصِلْ
فكَم ضاع في الدنيا وكم دفَعَ الثمنْ
مَواهبُهُ ما كان أَظْرَفَها.. وما 
أُحَيلى لقاءاتٍ به ساعةَ الشّجَنْ
سَيُعطيكَ من يوم الثلاثاء موعداً
 لِيأتيك في يوم الخميس معِ المِنَنْ
ويمضي خفيفاً خلف ذاكرةٍ سَعَتْ
بمعركةِ النسيانِ أنْ تقلِبَ الزّمنْ
وضَعنَاهُ في حِضْنِ «الخِيَامِ» وربّما
سيأتي قريباً مستغيثاً.. منَ اليمَنْ!