بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 تشرين الثاني 2017 12:00ص تسييل الثقافة...

حجم الخط
حالة عدم التوازن التي نعيشها، والتي طغت على تعاملنا الثقافي مع حالة اكتئاب فكرية أو نضوب، وما يتبعها من إحباط ويأس وهروب... وخيبة وانزواء.
ونقول ان العالم زائف!....
ولماذا لا نكون نحن على زيف؟.
الا يُؤكّد ذلك كثافة عدد المستميتين على ادراج اولي الأمر ممن كانوا يحملون راية النضال والكفاح ويتنقلون في مواقع كنا نصفها بالطليعية.
لا يمكن لوم السياسي على الاستقطاب، فالسياسي هو ابن ميكيافيللي يعلّم ولا يتعلّم، ويحرق أحياناً قرية من أجل ان يولع سيجارة.
ونسأل في غمرة هذه السويداء. أين نجد دورنا في عالم زائف.
الحقيقة اننا بتنا نجده في تشغيل الجهاز الهضمي وارقام مضيئة على شاشة الحاسوب لأن عظام الجمجمة لم تعد تتحمل مناطحة الجدران.
وبالتالي نخلص إلى نتيجة ما نكتب أو ننتج من ابداع.
ولماذا لا نحتفظ بالكتابة الحقيقية لزمن قد تنفع الكتابة خلاله.
فالعلاقة بين النص والمتلقي تشبه إلى حدّ بعيد الاوعية المتصلة أحدهما يرفع الآخر إليه، الحاصل الآن ان سبل التواصل مسدودة بالف وسيلة، أهمها الحاجة، واولها اليأس العام، فهل نطلب من الراكض خلف الرغيف التوقف عن الركض لسماع نص شعري أو قصصي... هذا من جهة...
من جهة أخرى لا نص فاعلاً دون روح ايديولوجية بمفهومها الفكري العام النظيف، والارضية المؤهلة لذلك مثقوبة بالف ثقب ولا ينفع معها شيء..
من هذا الواقع المرير نفهم التوجه إلى الشخصاني الملوث بالعبثي في كتابات الجسم المفترض به ان يكون ابداعياً.
وتالياً... لأن الجدران قد انخفض علوها وسهل القفز فوقها نفهم هذه الغزارة في اعداد المعتدين ابداعياً.
الثقافة اليوم باتت خادمة سياسية، ومع افتراض حسن النية لدى البعض هي مكملة للهيبة أو لإكمال الموقع.
لكن الثقافة عندما تستوعب تتحوّل إلى وسائل يلون ويأخذ شكل الوعاء الذي يسكب فيه..
النص المغاير هو عين، والعين نطالبها الآن بمجابهة الخرز.
الإبداع يتقبل إحدى الحالتين: الحياة أو الموت.
ويأتينا رأي ابن خلدون في شباب الأمم ومسيرتها... وننظر إلى هذا الاحتقان العظيم المتربص وكأنه ينتظر حدثاً ما لا ندرك كنهه ووقته يستطيع في لحظة ما هدم كل هذه الهياكل بزلزال لذيذ يطرد لصوصها.
   الياس العطروني