بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 آذار 2024 12:00ص دور المرأة!

حجم الخط
المرأة حلم الشاعر، وأمل المجاهد، وعماد الأمة، ديدنها خدمة البشرية، وسعادتها منوطة بسعادة الوطن. تعمل في صمت وإباء واندفاع، تراقب بنظر ثاقب، وعزيمة ماضية، وقلب مثقل بالشعور، أحداث الحياة، وتأبى أن ترجّح كفّة الفاقة والمرض والجهل، في ميزان الإنسانية الحسّاس.
دأب المرأة أن تجمع تحت أكنافها أناسا يتعشقون الرحمة، لأن الرحمة في نظرها طين ذهبي يشدّ عباد الله بأسمى رباط. تسعى للصلاح في مجتمع يعجُّ بالفساد، وتتفانى في سبيل رخاء الإنسانية، وإسعاد بيئة لا تسمع فيها زفرة جائع، أو أنّة متألم.
حملت المرأة هذه الرسالة، وراحت تعطّر أرجاء الأرض بعبق اللطف والحنان. ولا بدع، فقد انطلقت بروحية البرّ والشعور بالواجب الإنساني النبيل، وشرعت تمزّق أغشية الاثرة التي كانت تحجب عن المجتمع حقيقة الحياة المثلى. وان النساء اللواتي يعشن وهدفهن الخير، وفي أعماقهن المعرفة، وفي عيونهن نور العطف، يكنّ نِعمَ المستقر لهذا الثالوث، الذي لا يحتاج إلى سواعد قوية تجذبه إلى النفوس، وإنما يحتاج إلى نفوس تستطيع أن تستوعبه في صميمها.
أبعدها عن السياسة المستبدون، متذرّعين بالجو الموبوء. قالوا إنها في الذرى من مملكة البيت، ولا نريد أن يجرفها التيار فتنحدر إلى الأعماق، بدلا من أن تسمو إلى القمم.
إنها «فلسفة» أمراض الأنا. فالرجل يأبى إلّا أن يتربع وحده على أريكة السيطرة ولو حمقاء رعناء. وسيّان عنده صمود الأمة أو انحدارها.
غزت الخنساء بالأمس سوق عكاظ، وانتزعت بأفلاذ كبدها أكاليل الغار، وأصّلت خولة بنت الأزور - بعد أسر أخيها ضرار - جحافل الروم حربا حامية يشيب لها الوليد، ونازلت زينب جيوش الرومان وحطّمت الاستعمار. لقد نبغت هؤلاء النساء في العصور الخوالي، فرفعهن التاريخ إلى مصاف أعاظم الرجال. وها هي المرأة تحرم بعدها وحتى الساعة عندنا، أقدس حقوق المساواة في القوانين و/أو الممارسات.
د. جهاد نعمان - تكساس
أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه