بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 حزيران 2023 12:00ص «رُباعيّات الحبّ العادي» للشاعر صالح الأشمر قصائد من وَجدٍ

غلاف الكتاب غلاف الكتاب
حجم الخط
«رُباعيّات الحبّ العادي» ديوان جديد للشاعر صالح الأشمر صادر عن دار الجمل (2023). مئة وسبع قصائد على وزن الخليل، نهج فيها الشاعر منهج الرباعية المكوّنة من أربعة أشطر الأول منها والثاني والرابع موحّدة القافية والثالث طليق، على حدّ قول الشاعر نفسه في مقدمة الكتاب ويقول بأنها من حيث الشكل تحاكي الأصل الفارسي المعروف بمصطلح الدوبيت أي البيتين ولكنّ الأوزان كتبها الشاعر على بحر الخليل.
نبيلٌ إهداء الديوان للشاعر الكبير الراحل محمد علي شمس الدين، استحضار الكبار في زمن نحن بأمسّ الحاجة إليهم. في المضمون، يلبّي القارئ بسرور الدعوة إلى الحبّ، وهو ليس بحاجة إلى شيء إلّا إلى أن يفتح قلبه ويصغي إلى قصائد ملونة بالورد والغزل المكشوف حينا والمستور أحيانا قليلة. غير مكترث لأي شيء آخر، يخطو الحبيب في شعر الأشمر خطواته الجريئة في الحبّ ليس كطفل يهوى اللعب بل كفارس جريء وهو بالتالي مستعد لتجاوز كل الصعاب للحصول على الحبيبة. كأنّ يقول في قصيدة «سِحر»:
«إني أحبك مهما قيل أو حدثا
ما زلتُ رغم مشيبي في الهوى حدثا
كم ذا يُلامُ أخو وُجدٍ كأنّ به 
مسٌّ فلم يرعو يوماً ولا اكترثا...».
فالرجل هنا ومهما بلغ من العمر بحاجة دائما إلى الهوى. في المقابل لا يهمّه إن تجاوزت الحبيبة في جرأتها أو إن كانت خجولة وغير وقحة، بل يعشق جمالها ليكتب فيها أجمل الأشعار.
في النأي أو في القُرب، في الوداع أو في اللقاء، يطرق الشاعر بقصائده باب الحبّ حتى الإعتناق فيكاد يصل إلى السماء عبر أنفاس الحبيبة. هي الجسر والقدر، هي الصلاة والوجد. فلا عجبا إن بقي شابا مهما تقلّبت الأيام والأماني. يقول في قصيدة «قلب صبا»:
كيف هذا القلب قد تقلّبا
محدثا في النفس أمراً عجباً
مثلما وسط الخريف اخضوضرت
تينةٌ جرداءُ كانت حطبا....
صالح الأشمر شاعرٌ معجون بصدق المشاعر وإنسابية البوح. يهتف للحبّ وسط ضجيج هذا العالم، يحمل راية الهوى مهما اشتدّ النوى. يحاكي صفاء الفجر في قصائد من وَجد ونقاء. في ديوانه «رباعيات الحبّ العادي» تُزهر الدموع حبّا غير عادي، يعانق القارئ قصيدته فيتربع الحبّ على عرش اللقاء.