بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 أيار 2023 12:00ص شباب في شيخوخة!

حجم الخط
الحياة طفولة وشباب ونضج الشباب.
وما نسميه «شيخوخة» هو كبر السن، وهذا لا يعني دوما الهرم والعجز.
والشباب ليس فترة زمنية وحسب، بل هو حال من أحوال الفكر، وأثر من آثار الإرادة، ولون من ألوان الخيال، كما هو أيضا:
عواطف جيّاشة بالتأثر.
وانتصار الجرأة على الخجل والتخاذل.
وفوز متعة المغامرة على حب الرفاهية.
فنحن لا نشيخ لأننا كبرنا بالسن، بل نشيخ لأننا نهجر مثلنا. إذ تجعد السنون الجلد، ويجعد هجران المثل القلب والناس. وما الهموم والشكوك والخوف واليأس، إلّا حالات توجهنا شطر الإنهيار، شطر الأرض، وتجعلنا ترابا قبل أن نموت.
الشاب هو ذاك الذي يتأثر ويدهش ويسأل دوما كالطفل الملحاح: وماذا بعد؟ كما ويتحدّى الأحداث ليجد السعادة في النضال للحياة.
فأنت شاب بإيمانك..
وشيخ بشكوكيتك..
شاب بآمالك وثقتك بنفسك..
ولكنك «ختيار» بقدر انهيارك.
وتبقى شابا ما دمت قادرا على القبول والتقبّل، قادرا على تقبّل كل ما هو جميل وخير وعظيم، وكل رسالة من رسالات الطبيعة والبشرية اللانهائية.
وإذا ما تعرّض قلبك يوما الى قبضة التشاؤم، ونفسك الى إطلاق اللامبالاة، كان الله في عونك، وأحاط روحك العاجزة برحمته الواسعة.

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه