بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 كانون الثاني 2023 12:00ص صراعات الشرق الأوسط في فوتوغرافيات كلود صالحاني

حجم الخط
أضفت عدسة المصوّر الفوتوغرافي كلود صالحاني Claud Salhani)) جمالية فوتوغرافية انسانية بمعناها الصواب والخطأ فقد سعى الى التقاط الفعل الحركي الآتي من الإحساس المرتبط بالحروب بتوثيق حسي بصري تشكّل تلقائيا عند انتظاره اللحظة الحاسمة التي دفعته إلى إظهار شتى الرؤى كالمرأة التي تحمل طفلها هادئة تمشي بخطوات بسيطة وطفلها الأكبر يمشي على خطوات ظله وسط الدمار وخلفهما المسلح الملثم فالصورة في الحروب من بداية حصار روما  وصولا الى الحرب الأهلية في لبنان الى الفيتنام وسوريا تحكي قصة فوتوغرافيات الحروب في الذهن البشري قبل ذاكرة العدسة أو وثائقيتها التاريخية كصورة المرأة الحاملة لطفلها الملتقطة بواسطة عدسة كلود صالحاني معتمداً على التوازن الذاتي في التصوير ليتحرر من الانفعالات التي تصيب المصور الفوتوغرافي في قلب معارك الحروب التي يخوضها المصور بعدسته  والتي تشكل خطوة تشبه إلى حد بعيد خطوة الطفل الذي يتبع ظله كنوع من إحياء لحركة الإنسان على الأرض المتأصلة في أفعاله  أثناء وقوعه في مأزق  الواقع أو الأحرى مواجهة الموت الذي يأكل الحجر والبشر فكل ما يحيط بأفراد الصورة من دمار قد أعيد  إعماره فيما بعد ، فهل تم اعادة احياء الإنسان بعد كل حرب رافقتها عدسة كلود صالحاني ؟ أم أنه تصارع مع الموت كما تصارعوا الأفراد في المعارك التي صورها ؟  وهل عالم التصوير في الحروب مرتبط بالصحافة بشكل أكبر أم هو مجرد تغطية نزاعات يموت المصور في كثير من الأحيان؟ 
ساهمت صور الفوتوغرافي» كلود صالحاني « في فتح الذكريات التصويرية،  كتراث قوي نكتسب منه الكثير من الملاحظات  المتاحة للعديد من المواقف التي اصبحت تاريخا بحد ذاتها إن سياسياُ أو اجتماعيا أو فنيا أو بشكل شخصي ،  لجيل في مستقبل حصل على صور نموذجية من مصور أراد التذكير بكل انسان ترك بصمة كبيرة في حدث تم تأريخه بقوة في واقع مر كصورة النعش لسيدة الغناء العربي أم كلثوم ، وسط حشود من الجنود والناس معا ،  لنستعيد مكانة المرأة التي لطالما كانت واقفة بين الحشود وهي على قيد الحياة،  وبأسلوب تقني هو خلق بؤرة تجمع الأشخاص في الوسط أو بمعنى آخر الهدف ضمن نقطة يوازنها تبعا للأهمية ليجعل من الممكن العودة الى اللحظة التي تم فيها التقاط الصورة لرؤية ما كان يحدث في حروب غاب عنها جيل من خلال التمثيل البصري الفوتوغرافي . فهل من ذكريات فوتوغرافية لصراعات الإنسان المدمرة والأخرى التي نترك فيها بصمة قوية تزلزل لزمن فعليا كصور أم كلثوم ؟ أم تغذية الخيال من خلال الواقع الفوتوغرافي هي جبهة تصويرية بحد ذاتها ؟ 
تشكل الصور الفوتوغرافية في الحروب بشكل عام وثائقيات استثنائية تسمح بالإستكشاف الصامت للحروب ونتائجها السلبية على المحيط.  أو بشكل آخر كل ما من شأنه أن يكون بمثابة لحظة حاسمة في حياة الإنسان،  كما هي الحال في العديد من الصور في معرض ذكرى المصور الفوتوغرافي الذي تقيمه دار المصور،  وهو الذي قام بتغطية 13 صراعا في الشرق الأوسط خلال مسيرته كمصور صحفي  قام بتصوير الحرب الأهلية اللبنانية وشخصيات سياسية مختلفة تركت اثراً كبيرا في المنطقة بمختلف مكاناتهم السياسية الفنية أو الملامسة لمختلف مراحل الواقع الذي تمت فيه التقاط الصورة . فهل تحركنا الصورة الفوتوغرافية للمصورين االذين يؤرشفون لواقعهم كما تحركنا رواية «أوليفر تويست»  والتي بدأت بقصة طفل صغير سرق رغيف خبز ؟ أم  حركتنا صورة الأم التي تحمل طفلها وبقربها طفلها الآخر وخلفها المسلح الملثم الملتقطة بعدسة كلود صالحاني؟  وهل طرح صالحاني عدة تساؤلات لا تنتهي مع الزمن عن الطابع الإنساني في الحروب أم هي اسئلة عن بصمة الحياة ؟