بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 حزيران 2022 12:00ص ظواهر

حجم الخط
ظواهر تنفش على شكل كرة ثلج سوداء لا تجد من يقف في وجه تدحرجها، وإن وجد فتهمة الرجعية والتخلّف والقوقعة وحتى (الأصولية) جاهزة لإلصاقها به لتحيله طائراً يغرّد خارج سربه الذي يحلّق بعيداً باتجاه الجهة الأخرى من العالم، غير ملتفت خلفه، وكأن لا شيء خلفه..
وكأنه نبت في الهواء وترعرع تحت سفوح الألب وشبَّ في سهوب تكساس.
متغيّرات مجتمعية تسلخ نفسها عن جذور تأصّلت منذ قرون.
ظواهر كثيرة لا بد من الوقوف عندها انطلاقاً من علاقة اللسان بالإعوجاج خصوصاً في الإعلام المرئي كونه الأكثر انتشاراً.
ففي مسح أوّلي للإعلانات التجارية على الشاشات التي تسوّق لنا كل شيء... اللغة العربية (لغتنا) شبه مفقودة وإذا بدأنا بالتعداد لن ننتهي، مذيعو ومقدمو معظم البرامج يهربون من العربية وكأنها وباء، ولا أدري هل هو الخوف من الوقوع في أخطاء نطقها أم هو تباهٍ بإتقان لغة هجينة يسمونها (مودرن) مختلفة عن نطق بقية خلق الله حولهم.
احدى الشاشات التي بدأت باعتماد العامية والهروب منها قصداً.. بدأت بذلك وتبعها الباقون مما يذكّر بنظرية القطيع.
أما عن (البانوهات) ها قد دخلنا في الـ(بازار) إذ إننا نقع في ما ننهي عنه..
لوحات الإعلانات المنتشرة في كل مكان تحمل أسماء عظماء العربية ولكن بالحرف اللاتيني.. مما يذكّر بنظرية الشيخ سعيد عقل و(اللغا اللبنانية).
حتى الراكبين موجة الشعر الفلتان يبنون عملهم على (اليوت) و(ريتسوس).
والتشدق بذلك على المنابر والشاشات يمنح أصحابها كما يظنون فحولة شعرية أنّى منها المتنبي المنسي وجرير المهجور. ويزيد في الطين بلّة الدعوات إلى معارض التشكيل..
موجة تتفاقم إلى حد ان جارنا الخضرجي أبو سليم عندما دفعت له ثمن ما اشتريت قال (ثانكيو).