بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 تشرين الأول 2022 12:00ص عن التوريث الفني

حجم الخط
الاسبوع الماضي ومن على شاشة إحدى محطات التلفزة كانت مقابلة مع مغني هو ابن أحد أركان حالة الغناء العربي.
كان ثمة كلام وغناء..
في الكلام قال انه يريد الخروج من عباءة أبيه ويبني لنفسه حالة فنية مستقلة (وهذا من حقه) لكنه استفاض في ما وصل إليه على انه أسّس مدرسة فنية خاصة به وانها ناجحة على صعيد العالم (كذا)..
أما من ناحية الغناء فقد غنّى من مدرسته أغنيات قال انه أدخل إليها موسيقى الـ(روك) وان ذلك يعتبر فتحاً في عالم الموسيقى..
لكن ما جرى هو انه استمعنا الى غناء دون هوية الكلام العربي ولكن الموسيقى خليط ليس من الـ(روك) فقط وإنما من موسيقات عديدة هو أدرى بمصادرها..
ما يهم من الموضوع وهو أساس الحديث انه أورد اسم والده عشرات المرات أثناء كلامه وكأنه يريد إثبات بنوّته له..
وهذا ما يطرح سؤالاً..
هل تنطبق مقولة (فرخ البط عوام) على مجال الغناء؟؟! أو الفن بشكل عام؟!..
أي بمعنى هل ينجح ابن المغني بالغناء وابن التشكيلي بالتشكيل وابن النحات بالنحت؟.. الى آخر الألوان الفنية..
هي ظاهرة موجودة في الحالة الفنية نتلمّسها في الغناء والسينما والمسرح وكافة الفنون إلّا في ما ندر...
والفن في أساسه يعتمد على عنصرين أساسيين، أولهما الموهبة وثانيهما البناء الفني.
فهل الموهبة تورّث؟.. وهل هي في الجينات؟..
أليس أساس الظاهرة التفكير القبلي الذي ما زال معششاً في المجتمع الى حد التكلّس؟.. وان القبيلة أو العشيرة يجب أن يتولى أمورها الابن بعد الأب؟..
مشكلة قائمة ولا حلول آتية لها بل هي مرتبطة بالتطور المجتمعي الذي قد يوصل في وقت ما الى الخروج من جلباب الأب والى اقتناع الأب والابن ان الفن ليس عقاراً أو مالاً يورّث.
والمصيبة عندما تتجسّد هذه المشكلة في العمل السياسي وعندما يصبح ثمن التوريث خراب البلد يرث الولد أو القريب.