بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 نيسان 2022 12:00ص عن السلطة

حجم الخط
عشرات.. ولماذا ليسوا مئات.. المرشّحين الطامعين في الجلوس على مقعد وثير في مجلس نوابنا المحترم..

السؤال هو: لماذا هذا الهجوم وهذه الرغبة الجامحة في الوصول إلى هذا المقعد؟..

الخدمة الوطنية؟!.. (لسنا في مجال المرح)...

القفز من مقعد نيابي إلى مقعد وزاري عملية سهلة، هي أسهل من سدّ جوع الجائع وعلاج المريض وإغاثة الملهوف..

إذن.. الغاية هي السلطة..

الهدف هو الوصول إلى موقع القرار..

يا لهذه السلطة وما فيها من اغراءات..

هل هي المتعة في الوقوف في مكان عالٍ يشرف على من هم تحت؟..

أم انها الرغبة في سلوك مسلك من سبق وتحصيل ما حصل عليه؟..

عبر التجارب السابقة المعروف أن بعضهم يدخل وقد استدان مبلغ التأمين المطلوب، ويخرج إذا قيض له الوصول وقد حلّت النعمة عليه بقدرة قادر مخفيّ لا يعرفه إلّا أصحاب الشأن.

وكي لا نظلم، التعميم فيه بعض الظلم، لعلّ .. لعلّ وعسى هناك من يريد تقويم اعوجاج مزمن وخداع متوارث، ويريد استقامة غصن في شجرة أعوجت أغصانها..

في عصور سابقة كانوا يخضعون المرشّح لموقع سلطوي إلى امتحانات تقرّر وصوله أو عدمه.. ولكن عندنا يتبنون فجأة كنبات في غابة قصيّة.. ومن المجهول كلياً إلى المعلوم..

يا حضرات المرشحين.. لم نسمع من أحدكم برنامج عمل يستوفي حاجة النّاس التي تعيش في قاع عميق من قيعان جهنم التي ورد ذكرها على لسان الأقدمين..

هل سبق لأحدكم انه لم يجد طعاماً ليسدّ جوعه؟... هل سبق لأحدكم أن انقطع نفسه وهو يبحث عن دواء مفقود لمريض عزيز؟...

هل سبق لأحدكم أن أحرج واختنق وهو يحاول الاستدانة دون جدوى لدفع فاتورة المولّد المشؤوم؟...

إذا مرَّ أحدكم بتجربة كهذه ليبلّغنا.. وها نحن نهرول لإسقاط تلك الورقة في ذلك الصندوق الذي يشبه صندوق (باندورا)..



   إلياس العطروني