بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 كانون الثاني 2021 12:00ص عن المهرجان العاشر للشعر والفنون في الرباط

حجم الخط
لا نملك ونحن وسط هذا الضباب الأسود المخيّم على الوطن العربي وما يسببه من فرقة بغيضة وتنافر يصل أحياناً إلى ما يقارب العداء، ووسط مرحلة تاريخية يقف العالم برمّته ونحن في منتصفه عند مفارق لا ندري إلى أين مؤدّاها..

وسط كل هذا القتام لا يمكننا إلا أن نقف عند محطة ضياء تبعث على بعض الأمل في الآتي من الأيام..

فالمهرجان الدولي العاشر للشعر والفنون الذي نظمه منتدى الفنون التشكيلية الدولي بالتنسيق مع المجلس الأعلى الدولي للإبداع والذي عقد في الرباط - المغرب في الفترة ما بين 25-27 كانون الأول المنصرم يُعدّ ظاهرة إستثنائية في زمن القحط الثقافي الذي يعمُّ الوطن العربي لأسباب كثيرة يأتي في طليعتها الوضع السياسي البعيد عن كل ما يوحّد ويجمع، ووضع اقتصادي يزداد تردّياً يوماً بعد يوم.

عندما اتخذ القرار بتنظيم هذا المهرجان لا بدّ وأن حوارات كثيرة قد جرت قبل اتخاذ تنفيذ هذا الإنجاز، فالأوضاع ضاغطة من أكثر من ناحية وأتت الجائحة لتكمل الصورة المناقضة لهذا النشاط.

ولكنه، رغم كل ذلك حصل..

وكم هو جميل جمع هذه الكوكبة من المبدعين العرب في مكان واحد لتأمين التواصل وأظن انه الأهم، بالإضافة إلى تبادل المعلومات وعرض الإنجازات.

يبدو أن هذه الأنشطة الثقافية هي الحل الأمثل لإعادة بعض اللحمة التي تمزّقت إرباً إرباً إذ أنه ليس للثقافة انتماء إلا لتاريخها وتراثها وقد تكون مثالاً يحتذى على صعيد الأنشطة الأخرى ان كانت اقتصادية أو اجتماعية أو خلافه.

هذا المهرجان إنجاز ثقافي نشدّ على أيدي من نظم وشارك لتقديم عيّنة مضيئة وسط كل هذا الظلام الدامس.



إلياس العطروني