بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 أيلول 2023 12:00ص فوزي المعلوف بساطُ الريح

حجم الخط
ولد فوزي المعلوف في زحلة عام 1899، تلقّى دروسه الإبتدائية في المدرسة الشرقية في زحلة، وعلى يد والده عیسی اسكندر المعلوف صاحب مجلة «الآثار»، وتابع دروسه الثانوية في مدرسة «الفرير» في بيروت، ومن أهم مؤلفاته: بساط الريح، أغاني الأندلس، تأوهات الروح، شعلة العذاب، من قلب السماء، وله رواية بعنوان: سقوط غرناطة. والجدير ذكره إن أشعاره قد تُرجمت الى اللغات الألمانية والإسبانية والبرتغالية والفرنسية.. أمير الشعراء أحمد شوقي سأل أحد الأدباء اللبنانيين عن فوزى المعلوف حين زار زحلة، وحين علم برحيله الى البرازيل قال: «إن واديكم أنبت لكم شاعراً كبيراً من الجناية أن يكون مقيماً خارج الشرق». وقد إتّسم شعره بوجدانية عميقة ومسحة فكرية تشاؤمية، تتناول الإنسان في صراعه مع الوجود. توفي شاعرنا في ريعان شبابه عام ١٩30..
ومما لا شك فيه إن ملحمة «بساط الريح» هي أروع ما كتب، ففيها تظهر شاعريته بوضوح وهي أثر فني نفيس وقد برز شاعرنا كفارس من فرسان الرومانسية موضوعاً وأسلوباً، وطالعنا بأبهى خياله وأصدق نظراته الى الحياة بتقديمه هذه الملحمة.. وكان قد كتبها إثر رحلة في طائرة حلّقت به فوق شواطئ «كواروجا» قرب «سان باولو» وقد ضمّت سلسلة من القصائد من أربعة عشر نشيداً على وزن واحد ولكنها مختلفة في القوافي، وقد قيل إن في ذلك تجديد لم يسبقه إليه أحد في اللغة العربية، وقد صوّر فيها الشاعر المصاعب الكثيرة التي تواجهه وسلسلة القيود التي تعترض سبيله، خاصة الحروب والنزوات الشريرة.. وقد كتب الشاعر الإسباني «فرانسيسكو فيلاسباسا» في مقدمة الترجمة التي قدّمها لملحمة «على بساط الريح»: «إن هذا الكتاب هو بحق أجود منتوجات فوزي المعلوف الشعرية.. جمع فيه تأثيراته الأولى في رحلة هوائية قام بها، ولكنه لم يستسلم إلى الدهشة ولا سكر بخمرة المدنية بل حلّق فوق الأرض تحليق من تعوّد ارتياد الفضاء الأوسع محمولاً على جناحين إصطناعيين يُخيّل إليك انهما جناحا الرخّ الذي ورد في الأقاصيص الشرقية..». ومن أجواء الملحمة الرائعة «بساط الريح» نقطف ما أنشده شاعرنا:
إيه يا نجمتي ألم تعرفيني/ شاعراً ينصت الدُّجى لنواحه
كم ليالٍ في الروض أحييتها/ أبكي وأشكو إليك بين أقاحه