المسرح العالمي في لبنان، مسرحٌ متنقل فني تربوي وثقافي متعدد الأنشطة، وفيه مجموعة شباب وشابات يشكّلون أفراداً ناشطين، يعملون من خلاله على تلبية حاجات المجتمع، وتنمية السلوك الإبداعي، وزرع القِيَم التربوية، ورسم الفرحة على وجوه الأطفال، وعلى توفير فرص العمل، ويستهدف بعروضاته المميّزة والمنوّعة النهوض بالمجتمع، وتحمل نشاطاته معها بهجة عارمة ورسالة تربوية قيّمة.
ويشارك في المسرحيات العديد من الأطفال والشباب الموهوبين، ويتم العمل على تطوير مهاراتهم، من خلال التدريبات المنظمة وتحفيزهم لتنمية قدراتهم وابداعاتهم واستثمار طاقاتهم.
وبحسب المديرة التنفيذية فيه، نهال قليلات التي تحدثت إلى «اللواء» فقالت: «إن الهدف الأساسي للمسرح العالمي في لبنان، العمل على نشر قيم الحياة ومبادئها، وتدريب المواهب وتنميتها وتطوير المهارات الإبداعية، وتنمية التفاعل والتواصل في العلاقات الاجتماعية، لفتح آفاق الخيال والإبداع، في مقابل الخضوع والمحدودية، بعيداً عن شبكات التواصل الإفتراضية والهواتف الذكية، وأخطار الألعاب الإلكترونية».
وأضافت قليلات: «في زمنٍ ينشغل معظم أبنائه، في التحدث والكلام والحوار، عبر ما يسمّى مواقع التواصل الإجتماعي، أو عبر الألعاب الالكترونية، ما يضعف إمكان التواصل الاجتماعي الإنساني، ويقتل الإبداع ويُدمّر الخيال، ويُشتت التركيز ويهدر الطاقات والأوقات، نحقّق من خلال المسرح العالمي التواصل الإنساني، الذي ينمّي المحبة وروح التعاون والإبداع، ويعمل على اكتشاف القدرات وتوظيفها وتفعيلها على أرض الواقع، حتى لا تبقى حبيسة العالم الإفتراضي».
وأوضحت قليلات: «بمناسبة عيد الاستقلال الثمانين في تاريخ هذا الوطن، نظّم المسرح العالمي في لبنان، احتفالاً مميّزاً لأطفال مجمّع إنماء القدرات الإنسانية التابع لمؤسسات الرعاية الاجتماعية - دار الأيتام الإسلامية - في منطقة دوحة عرمون، تخلّله فقرات فنية تفاعليّة بنّاءة وهادفة ومسلّية».
وتابعت قليلات: «في البداية كان باستقبال فرقة المسرح العالمي بكامل اعضائها، على إيقاعات كشفيّة لعزف فرقة فوج مجمع عرمون ترحيباً بوصولهم الى قاعة المسرح، الذي انتقل إليها الجميع للبدء بالعرض المسرحي، بحضور أبناء المؤسّسة من الأطفال الأيتام وذوي الحاجات الخاصة والحالات الاجتماعية المختلفة، والذي بلغ عددهم ١٢٠ طفلاً وطفلة، وسط أجواء من الفرح والسرور والبهجة على وجوههم، وعلامات من الابتسامات ارتسمت على وجوه أهاليهم».
وأردفت قليلات: «لقد كان استقبالاً رائعاً شاركنا فيه لندخل الفرحة إلى قلوب هؤلاء الأطفال الكرام، فاستقبلونا وأدخلوا الفرحة إلى قلوبنا، وتم تقديم عدد من اللوحات الفنية المسرحية الاستعراضية، وترافق ذلك مع عرض عدد من الفقرات الفنية التفاعلية، ثم قدّم عدد من أبناء المؤسّسة على طريقتهم الخاصة، المزيد من الفقرات الفنية المسرحية من تحضيرهم وأعدادهم، ونتقدّم بالشكر لكلّ من ساهم معنا بتنفيذ برنامج هذا العرض المسرحي، من أجل نشر ثقافة المحبة والسلام والخير بين أبناء الجيل الجديد».
وأضافت قليلات: «لقد نظّم «باص الطبيعة» حفلة ثقافيّة حيث قدّم المسرح العالمي خلالها إستعراضاً فولكلوريًّا في دار صعب في بلدة الشويفات. شاركت فيه فرق المسرح العالمي، حيث قدّموا لوحات فنية إستعراضية راقصة، لجارة القمر الفنانة الكبيرة فيروز، ومشهد مسرحي من مسرحية «أيام الصيف» لوديع الصافي، بالإضافة إلى الدبكة اللّبنانيّة. وتضمّنت الحفلة نشاطات متنوّعة ومنها: مطبخ الطين، فنون وأشغال يدوية مستوحاة من الطبيعة، ألعاب حسّية، زاوية البنّاء الصغير، البحث عن التحف».
وتابعت قليلات: «لقد شاركت شخصيًّا باستعراض مقطعين من أغنيتين لـ «سيّدة الصباح» «عصفورة الشرق» «جارة القمر» الفنانة الكبيرة فيروز، الأغنية الأولى بعنوان «بيتي صغير بكندا»، والأغنية الثانية «طريق النحل»، وظهرتُ بثوب مميّز لونه أصفر، والعرض استوحيته من فكرة حلم أحد المقرّبين لي، له مكانة في قلبي، وتهمّني رؤيته فرحاً ومسروراً، فأحببتُ أن أحوّل حلمه الشخصي إلى حقيقة واقعية، وأجسّد بنفسي الفكرة على المسرح، من خلال إحياء أغاني الفنانة الكبيرة فيروز في قلوب الأطفال».
وختمت قليلات: «قام فريق المسرح العالمي في لبنان على تنفيذ برنامج فني مسرحي مميّز، من وحي مناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة الجديدة، بالتعاون مع جمعية بيثاغورس الثقافية Pythagoras Culture Society ونادي Beirut Phoenix Lions Club بتقديم حفلة وعرض مسرحي، بحضور نائبة رئيس جمعية بيثاغورس علا سري الدين، وعضوة النادي حنان زلزلي، بالإضافة إلى حشد من الأطفال وأفراد عائلاتهم، من مختلف المناطق اللبنانية، وتضمن العرض العديد من الفقرات المتنوّعة، وقدّمت فيه اللوحات الإستعراضيّة الراقصة لفرق المسرح العالمي، بالإضافة إلى عدد من الفقرات التفاعليّة، وعرضٌ لافت هي Minnie`s Show، حيث تم نقل وسفر الأطفال إلى روائع عالم ديزني، على طريقة إبداع المسرح العالمي، الذي عوّدنا بتقديم العروضات المسرحية الفنية الراقية، والهدف من ذلك زرع بهجة العيد وإدخال الفرحة والأمل إلى قلوب الصغار والكبار».