أتاريخ البلاء والويلات متى تطوي صحائف الغدر بانتهاء
سنوات وعقود كلها عذاب لم أرَ يوماً مضى من غير داء
فما رأيت غير هوان الوطن يسود صفحة الماضي المضاء
أبكي الماضي البعيد ما حلَّ بك واجترّ البكاء بالبكاء
صار الدمع قافيتي وشعري شفاهاً لا تكفّ عن الرثاء
أعمال في جبين العهد يندّى لها وجه الزمان من الحياء
آلاف تباد بلا مغيث وآلاف تموت من الجوع والوباء
في قلبي جرح ما زال ينزف حزناً يعزّ عليه الشفاء
هو الذي كان حلم الناس وجمال تغنّى به الشعراء
هو من كان رمز الخلود بلا منازع والأجمل دون مراء
اليوم جعلوه عبداً ذليلاً ومذبحة دبّرت في الخفاء
اقفلوا الأبواب سدّوا كل السبل ونحن نعيش في شقاء
نرى الوطن تنهار مداميكه فتختلط الدموع مع الدماء
غيّروا الدستور وناصبوا شريعته الحقيقية بالعداء
عطّلوا أحكامه ونظامه أساس الأمن والعيش بهناء
كفى ضياعاً في متاهات ضلّت بنا في خطوها من الغباء
أنتم اليوم تعيشون كذبة كبرى ستزول مع أول هبّة هواء
وستندمون يوم لا ينفع الندم وتنزفون من الندم والحياء
عسى أن تكونوا درسأً لغيركم كي يصبح الجميع أمناء
على وطن يدركون مقامه بين كل العالم من جمال وعطاء
أيها المسؤولون استردّوا مجد وطنكم فيه الخلود والبقاء
منه كرامتكم وكرامة أولادكم من اليوم حتى دار البقاء