13 حزيران 2023 12:00ص لِمَ تخفق الدول؟

حجم الخط
لِمَ التباين في الدخل الشهري ونمط الحياة بين شعوب الدول المتقدّمة وشعوب الدول المتخلّفة؟ ما الذي يجعل دول القارة السوداء مثلا متخلّفة وفقيرة على غنى مواردها الطبيعية؟ وهل هذا الواقع غير قابل للتغيير؟..
مردّ التقهقر هذا الى فساد الحكّام وتسلّطهم وسوء التربية وفقدان الحقوق السياسية ونقص المساواة وفرص العمل المتاحة وتدنّي الحد الأدنى للأجور. هذا ما أشار إليه كبار المنتفضين في «الربيع العربي» مثلا.
أهل الشرق والجنوب يفتقرون عموما الى وضع سياسي لائق. وثمّة دور للجغرافيا من هذا القبيل وحتى الأحوال الجوية كما زعم ابن خلدون ومونتسكيو. الصحراء أو التصحّر الذهني يؤثّران في الإنتاجية وإمكان التجريد الضروري، لحساب العفوية. وقد تحوّل مسألة المعتقد دون تقدّم الشعوب، فضلا عن هيمنة «نخب» متوارثة لا مسؤولية لديها أمام المجموع الذي لا يستفيد من الفرص الإقتصادية المتاحة. وهذه ثورة إنكلترا الإقتصادية لعام ١٦٨٨ والثورة الفرنسية لعام ١٧٨٩، تقيمان الدليل الساطع على إمكان تجاوز هذه العقبات.
في بلادنا، يقضي أناس في ساحات الوغى راضين مبتسمين لأنهم يقدّمون أجسادهم ويبذلون نفوسهم على مذبح «الواجب»!!! ولكن، هناك رجال يموتون ميتة مؤلمة، وأطفال يئنّون ويتوجعون بين براثن الفاقة، ونساء تغمد في صدورهن حراب البؤس والأحزان إلى أن تودي بهن. وهكذا تستسلم هذه الفئة البريئة، الى أحكام الحمام، وتنطرح جثثا باردة، تحت أقدام الأنانيين والمحتكرين وأرباب الجشع والطمع. فيا أيها الأناني الظالم، أراك تسير الى المجتمعات، وإلى أماكن العبادة والصلاة متظاهرا بالتقوى وحب الخير والإحسان، في حين ينهش الاستئثار قلبك، ويتلهّى بما بقِيَ من ضميرك... فإلِامَ؟!!

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه